تحويل الجامعات إلى مدن حضارية
أشرت في مقال مدينة الملك عبد الله العلمية إلى إمكانية التفكير في تحويل جامعة الملك عبد الله في ثول في جدة إلى مدينة جديدة تكون نواتها الكبرى الجامعة .. وهذا يقودنا إلى التوجه إلى مقام خادم الحرمين الشريفين, الذي يسعى إلى تحديث مدننا والدفع بمشاريعنا إلى التسريع الذي يستهدف التغير والتطوير مثلما حدث في جامعة الملك عبد الله, وأيضاً التوجيه إلى وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري, الذي يعمل على مشروع الملك عبد الله بإقامة مدينة جامعية في كل منطقة من مناطق المملكة الـ 13 وفي المدن والمحافظات الكبيرة، وكذلك أتوجه إلى نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي العطية الذي أخرج وزارة التعليم العالي من إطارها الأكاديمي المحدود إلى الفضاء الواسع من الأعمال وجعلها بيت خبرة قادر على التخطيط وتنفيذ المشاريع الضخمة، وذلك إلى النظر في واقع بعض المدن الجامعية بالتنسيق مع وزارة البلديات ووزارة المالية ووزارة التخطيط لجعل تلك المدن الجامعية نوى لإنشاء مدن جديدة يكون مقومها الأساسي التعليم الجامعي واقتصادها يقوم على منتجات ومعطيات التعليم.
ووزارة التعليم العالي ووفقاً لما صرح به نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي العطية أنها هي بيت الخبرة هندسياً ومعمارياً وتخطيطياً، لذا من المناسب إعطاء وزارة التعليم العالي الفرصة لتقديم نموذج جديد من تخطيط المدن لتلافي الأخطاء الجسيمة التي وقعت فيها بعض بلديات المدن من حيث تخطيط الأحياء السكنية والطرق والمرافق العامة .. لربما نخرج نموذجا مميزا من مدن جديدة بمواصفات هندسية وتخطيطية حديثة. إن بعض المدن الجامعية الحالية المتوقع إنشاؤها بلا شك ستشكل ضغطا على مرافق المدن وخدماتها من مياه وكهرباء واتصالات وزحام في حركة المرور .. فلو أننا خططنا من الآن لإنشاء مدن جديدة لأمكننا توزيع المدن الممنهجة بدلاً من تزاحم الأحياء العشوائية المحيطة بالمدن الجامعية وتزاحم الضواحي في نطاق المدن الجامعية.. وزارة التعليم العالي بصفتها بيت الخبرة الكبير في الهندسة والتخطيط والإدارة لوجود كليات عديدة منها كليات في: الهندسة، والعمارة والتخطيط، والعلوم الإدارية والجيولوجيا والمياه والاجتماع وغيرها فإنها الأقدر على إنشاء مدن جديدة تخصصية وموجهة أو مدن متنوعة تقوم على خطط مستقبلية تأخذ في الاعتبار توسع المدن وتطورها بعد 50 سنة وربما تخطيط قابل للاستيعاب بعد 100 سنة مقبلة.