مركز للأمراض والتحكم في الأوبئة

من المناسب أن تفكر أو تشرع وزارة الصحة والجهات الصحية المختصة في المملكة, منها: مستشفى التخصصي، ''قوى الأمن''، ''العسكري'', والمستشفيات الجامعية في إنشاء مركز للأمراض والتحكم في الأوبئة، ومراكز بحوث فرعية لرصد الأوبئة المعروفة في بلادنا, ومنها: حمى الوادي المتصدع، حمى الضنك، الحصبة التي انتشرت قبل سنوات في بعض المناطق، وأيضا الملاريا واللشمانيا وأخيراً إنفلونزا الخنازير الذي بات يشكل خطراً على الجميع ونتلقى خبرا شبه يومي عن وفيات أشخاص تمكن منهم المرض.
وتأتي أهمية إنشاء مراكز للأمراض والتحكم في الأوبئة لأن بلادنا عرضة للفيروسات الموسمية التي تأتي مع موسم الحج ومواسم العمرة, وإذا أهملنا مكافحة تلك الأمراض والتحكم فيها والسيطرة عليها فإننا سنتحول إلى مستودع لتلك الأمراض والأوبئة بسبب الفيروسات المعدية, وربما تستوطن وتتوطن في بيئات المملكة وتصبح مكافحتها صعبة جداً تكلف الدولة المليارات في العلاج والمكافحة والوقاية وتفتك بالأشخاص. حسب الإحصاءات التي تعلن وتصريحات وزارة الصحة ووزارة الزراعة, بصفتها معنية بمكافحة الآفات والأوبئة المرتبطة بالحيوانات والنباتات, هذه الإحصاءات لا تشير إلى أننا قضينا نهائياً على حمى الوادي المتصدع وحمى الضنك والملاريا واللشمانيا وبدرجة أقل فيروسات الحصبة والجدري المائي وفيروسات الكبد, أي أن تلك الفيروسات ما زالت كامنة.
إنشاء مركز لعلاج تلك الأمراض والتحكم في الأوبئة تتولاه وزارة الصحة وتساندها المستشفيات الجامعية ووزارة الزراعة أصبح من الضروريات لصحة الإنسان والبيئة وحماية بلدنا من تلك الفيروسات الوافدة التي تأتي بانتظام مع موسم الحج وموسم العمرة المفتوح. رغم أننا بعيدون كل البعد عن مصدر إنفلونزا الخنازير, إذ يفصلنا عن المكسيك في أمريكا الجنوبية المحيط الأطلسي وقارة إفريقيا والبحر الأحمر, إلا أننا نعد من الدول الواقعة في خط المواجهة بسبب موسم الحج الذي تتعدد فيه جنسيات وبلدان الحجاج. إضافة إلى التجمع والتكتل في بقعة واحدة ولمدة أيام مع جهل في السلوك الصحي بين الحجاج وممارسة عادات اجتماعية تساعد على انتقال الفيروسات بسرعة فائقة. لذا فإن إيجاد مثل هذه المراكز العلمية العلاجية والوقائية أصبح ضرورة لحماية أجيالنا القادمة التي قد تكون أهدافاً مباشرة لفيروسات استوطنت وتأقلمت مع بيئتنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي