إرهاب ومخربون
العمليات الاستباقية التي تنفذها الجهات الأمنية من وقت لآخر على العابثين بأمن البلاد هي الدليل على يقظة الأجهزة الأمنية. والعملية الأخيرة على أحد منافذ جازان التي نتج عنها مقتل اثنين من الإرهابيين المدرجة أسماؤهم ضمن قائمة المطلوبين 85 تؤكد أن حرب الإرهاب، التي كانت تدور في مناطق بعيدة عن حدودنا، أصبحت على مرمى حجر من حدودنا، وأن هناك خلايا تتشكل في المناطق المضطربة قرب الحدود، حيث كان الإرهابيون يتمركزون بعيداً في أفغانستان ثم في الصومال ثم في العراق والآن يتم تمركزهم على حدودنا الجنوبية بالتعاون مع جماعات يمنية متعاونة معهم.
في بداية العمليات الإرهابية التي نفذتها منظمة القاعدة في 11 سبتمبر عام 2001 هبت أمريكا وأوروبا لتوجيه التهم إلى العالم الإسلامي وتركز الاتهام على الدول العربية وأفغانستان وباكستان، وتم تضييق الاتهام على عناصر وجمعيات وأشخاص سعوديين إما بالتعاون وإما بالتعاطف حتى جففت أمريكا جميع منابع الأموال من الجمعيات الخيرية، والآن بعد مرور نحو عقد من السنوات تعافت أمريكا وأوروبا وبقي الشرق العربي يعاني العمليات الإرهابية، ففي كل دولة عربية هناك خلايا نشطة وأخرى نائمة، وتعد بلادنا أكثر تلك الدول معاناة مع الإرهابيين، فحدودنا الشمالية مع العراق وحدودنا الجنوبية مع اليمن بوابتان يفد منهما الإرهابيون والمخربون الذين جندوا أنفسهم بالتعاون مع منظمات وجماعات وشخصيات بالداخل والخارج وما كشف عنه في عملية (نقطة الحمراء) في جازان يدلل على حجم الاستعداد والأعمال المنظمة والمخطط لها التي تهدف إلى إثارة الذعر والإيقاع بأكبر عدد من المواطنين من أجل التخريب والإيذاء. وأنا هنا لست بصدد السؤال: لماذا تهدأ العمليات الإرهابية في أمريكا وأوروبا وهي التي كانت مستهدفة وتزيد عملياتها في المملكة وبشكل منتظم؟ وإن كان هذا السؤال محوريا، إلا أن السؤال الأهم الآن: هل نحن في مواجهة مع منظمة القاعدة فقط أم أننا نواجه مخربين يهدفون إلى القتل والإفساد بغض النظر إن كانت ارتباطاتهم بالقاعدة أو غيرها من العناصر الأجنبية والمتعاطفين معهم في الداخل. هذه العمليات تجعلنا نعيد قراءة الوضع الإرهابي، الذي تدعمه القاعدة والعناصر التي تعمل معهم بهدف التخريب وإفشاء الفوضى وعدم الاستقرار المدفوعة بالحقد على المملكة وشعبها.