فريق طبي إعلامي لإنفلونزا الخنازير
إعلان الرئيس الأمريكي بارك أوباما حالة الطوارئ لمواجهة إنفلونزا الخنازير يعد تصعيدا كبيرا لمواجهة وباء الخنازير وكانت بريطانيا قد سبق أن أعلنت عن إصابة نصف مليون شخص على أراضيها بمرض إنفلونزا الخنازير ووفاة 100 شخص، فيما بدأت الصين ببرنامج التطعيم وكذلك كندا وأستراليا وهذا دليل على اتساع رقعة الإصابة بالمرض التي بدأت من قارة أمريكا الشمالية وتحديداً في المكسيك لتزحف بعد ذلك على قارات العالم: أوروبا وأمريكا الجنوبية وأستراليا وآسيا وإفريقيا.. لكن المخاوف الآن هي قارة إفريقيا التي لا توجد فيها إحصاءات أو معلومات دقيقة وهذا هو الخطر الكبير أن تتحول الإصابات إلى وباء قاتل ينتشر في جميع قارات الأرض مع تزامن دخول فصل الشتاء في أجزاء عديدة من الأرض وحتى في المناطق الواقعة على خط الاستواء، حيث تكون البيئة مناسبة جداً للفيروسات ومنها فيروس إنفلونزا الخنازير.
استيقظ العالم على حقيقة كانت مغيبة طوال الأيام الماضية وهي أن هذا المرض (إنفلونزا الخنازير) يعد قاتلاً بالنسبة للأشخاص الذين لا يملكون مناعة كافية لمواجهة المرض.. فقد ترك الأمر للإعلاميين وبعض التخصصات الطبية ليخاطبوا المجتمع ويكونوا رأياً عاماً سلبياً تجاه التطعيمات بأن لها تأثيرات جانبية، وأن إنفلونزا الخنازير مماثل للإنفلونزا الموسمية قد يتشافى الشخص دون أخذ أي نوع من العلاج. هذا الرأي الذي شكله الإعلاميون دون الاستناد إلى الجهات العلمية الطبية رأي مخدر قد يجر العالم إلى كارثة.. والسؤال هنا لماذا غابت الجهات الصحية التوعوية في المستشفيات الجامعية والعيادات الخاصة والمستشفيات الحكومية وحتى وسائل الإعلام؟ ولماذا لا يشكل لها فريق إعلامياً طبي من خلال برنامج يومي تتبناه وزارة الثقافة والإعلام يتحدث فيه الأطباء المتخصصون في أمراض العدوى والفيروسات والمتخصصون في جهاز المناعة في جسم الإنسان بدلاً من أن يترك أمر التوعية لمتحدثين غير مؤهلين في المجال الطبي أو من غير التخصص؟ فهؤلاء يثيرون بلبلة وزوبعة في الرأي العام وأوساط المجتمع ضد التطعيم واللقاح مما يكون له نتائج سلبية.
نحن نحتاج إلى الرأي العلمي الطبي حتى يقرر المجتمع وخاصة أن موافقة أولياء أمور الطلاب شرط للتطعيم وأخذ اللقاح.. هؤلاء الأطباء المتخصصون في مجال الفيروسات وجهاز المناعة والعدوى عادة لا يكونون من نجوم الإعلام أو أصحاب تواجد في محطات التلفزة وحتى داخل المستشفيات، فالأضواء لا تسلط عليهم لأن عملهم ينحصر في معظم الأحيان بإعداد تقارير للأطباء المعالجين في العيادات لكن هذا لا يمنع أن يصبحوا هم في الواجهات الإعلامية ويقدموا المزيد من الإيضاحات ويشرحوا تلك الحالة الطارئة في العالم ونوع العلاج ومادة التطعيم والمخاوف والاحتياطات بل إن ذلك من الضروريات.. فالتأخير والتردد في قرار أخذ التطعيمات قد تكون نتائجه وخيمة وينتهي بإنهاء حياة المواطن خصوصاً من هم ذوي مناعة ضعيفة وهم الذين يتمكن منهم الفيروس.