العثمان.. ماذا بعد شنغهاي (2 من 2)

قد يتفق البعض أو يختلفوا مع طموح الدكتور عبد الله العثمان في تحقيق رقم متقدم في أقوى تصنيفات جودة وعالمية الجامعات: تصنيف شنغهاي الصيني ــ الذي أنشئ أصلاً لقياس الهوة بين الجامعات العالمية التي تعتني بالبحث العلمي وبين الجامعات الصينية. ــ ثم اكتسب سمعة ومصداقية عالميتين وركز على أفضل 500 جامعة في العالم.
الاتفاق مع الدكتور العثمان أن تكون لنا جامعة بمواصفات عالمية لها تصنيف متقدم نستطيع أن نقيس من خلاله جامعاتنا بالنسبة للجامعات العالمية: جودة التعليم، وجودة أعضاء هيئة التدريس، والمخرجات البحثية، وحجم الجامعة، إضافة إلى مخرجات التعليم .. وبذلك تصبح لدينا جامعة نجعلها معياراً محلياً وتصنيفاً لجامعات الداخل التي بلغت 31 جامعة حكومية وأهلية.
أما الوجه الآخر للاختلاف مع الدكتور عبد الله العثمان توجهه إلى جعل جامعة الملك سعود جامعة بحثية تتوافق ومعايير تصنيف شنغهاي الصينية التي تركز على حصول أحد منسوبيها على جائزة نوبل أو ميدالية فيلدز. وتكون الجامعة التي يوجد فيها باحثون يتم الاستشهاد بأبحاثهم بشكل مكثف أو الذين نشروا أبحاثهم في مجلات علمية مثل ساينس أو نيتشر، والجامعات التي يتم استشهاد بأبحاث منسوبيها في فهرس الاستشهاد العلمي الموسع scie العلمي والاجتماعي. حيث تتحول جامعة الملك سعود من جامعة تعليمية إلى جامعة بحثية, فبدلاً من أن تستوعب 100 ألف طالب وطالبة يصبح تعدد طلابها في مستوى 35 ألف طالب مع التركيز الشديد على الأبحاث والدراسات.
للدكتور عبد الله فلسفة في التحول إلى الجامعة النوعية وفتح المجال أمام الجامعات التي أنشئت أخيرا في منطقة الرياض: الخرج، وشقراء، والمجمعة إضافة إلى الجامعات القائمة الحكومية والأهلية, وأن تتجه جامعة الملك سعود إلى التعليم النوعي والتركيز على الأبحاث لتصبح لها مقاييس العالمية التي تتطابق ومعايير الجامعات العريقة في العالم.
إذن هل من المناسب في هذه المرحلة أن تتجه جامعة الملك سعود إلى هذا الاتجاه البحثي, خاصة أنها تمتلك مقومات الجامعة البحثية: الكراسي البحثية والأوقاف، والشراكة مع القطاع الخاص .. هذه البنية التحتية من مشاريع الاستثمار والشراكة والأوقاف وتعدد مصادر الدخل وتعدد التخصصات من علوم تطبيقية إلى علوم إنسانية تجعلها مؤهلة لأن تتحول إلى جامعة بحثية, لكن هذا قد يراه البعض مبكراً حتى تصل جامعاتنا إلى الدرجة التي تتمكن من استيعاب خريجي الثانوية العامة في كل توجهاتهم التطبيقية والإنسانية والفنية والتقنية.. وبذلك يبقى الأمر القاطع والحاسم لإدارة جامعة الملك سعود في تحديد هوية الجامعة المقبلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي