سوق المال السعودية عاكسة لاقتصاد العالم

نظريات الاستثمار الراسخة، سواء نظرية المحفظة Portfilio Theory أو نظرية السوق EMH وغيرها، تؤكد أن سوق المال مرآة عاكسة للاقتصاد المحلي، الذي دون شك يتأثر بالاقتصاد العالمي في ظل عالم العولمة؛ إلا أنه يلاحظ في الآونة الأخيرة أن سوق المال مع الأسف أصبحت عربة تجر الاقتصاد المحلي بدلاً من أن تكون مرآة عاكسة لحاله، حيث توجهت جل استثمارات قطاعات كبيرة من المجتمع إلى المضاربة في السوق دون ربطها بإخطار الورقة المالية وحال الصناعة والسوق؛ كما يلاحظ أيضاً وخلال العامين الماضيين ارتباط كبير بين أداء السوق المالية المحلية والأسواق العالمية، ولو من الناحية النفسية، ومع علمي أنه لا توجد أبحاث علمية تحدد معامل الارتباط بينهما، إلا أن جل المحللين الماليين يربطون تغيرات مؤشر السوق بما يحدث في سوق الأوراق المالية في نيويورك أو لندن أو حتى طوكيو، بحيث غرزت لدى كثير من المتداولين العامة وحتى المحترفين مديري الصناديق الاستثمارية، فكرة الشراء في حالة ارتفاع الأسواق العالمية في اليوم السابق والبيع في حالة انخفاضها.
نعلم وبلا شك أن هناك ارتباطا بين تلك الأسواق وسوقنا المحلية وأن هناك أيضاً ارتباطا بين أسعار النفط والعملات ومؤشر السوق السعودية، ولكن ليس إلى درجة تأثيرها المباشر في اتخاذ القرار، فهناك عوامل اقتصادية محلية وعوامل لها تأثير مباشر في الصناعة وعوامل لها تأثير في الورقة المالية ذاتها تلعب أي منها أو كلها مجتمعة في التأثير في سعر الورقة، ولكن زرع هذه الفكرة في أذهان المضاربين والمستثمرين يجعلها على الأقل من الناحية النفسية فرضية يصعب نفيها، فبدلاً من أن تصبح السوق مرآة للاقتصاد المحلي تصبح مرآة للاقتصاد العالمي وقد تكون عربة تجر اقتصادنا المحلي. والله أعلم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي