الشركات وأساليب التغيير

الشركات مثل الأفراد فهناك «ولد نعمة» وهناك «ولد فقر» والفرق بينهما واضح من نوع السيارة إلى (حجم الجبهة)! وكذلك الشركات فهناك شركات ترفل في ثوب صناعة مربحة وممتازة وتعيش في بركة طلب ممتاز ودعم حكومي مستمر وترحيب من البنوك وهناك شركات تعمل في إطار صناعة ميتة وتعاني شؤم الصناعة التي تعمل فيها أو شؤم الميراث الذي ورثته. حين تكون تلك الشركات خاصة يقوم مالكوها بالتحرك سريعا لإصلاح الوضع إما بتغيير إداراتها أو دعمها أو حتى بتصفيتها سريعا حتى لا تتفاقم الخسائر. أما إذا كانت شركات عامة فإن مجالس إداراتها وللأسف لا تقوم في أحيان كثيرة بما يجب عليها لرعاية مصالح المساهمين. ولذلك تظل الشركات في دوامة خيارات معينة:
تقتنع بعض تلك الشركات بأن ما حصل هو من قدر الله الذي لا راد له فتنام ويتحول موظفوها إلى موظفي حكومة وتتحول الشركة إلى مركز تكلفة.
إدارات أخرى طموحة ومتطلعة تعرض خططا على مجلس الإدارة لتنتشل الشركة من وضعها. تدور تلك الخطط حول المحاور التالية:
- زيادة عدد الفروع (طبعا زيادة خسائر!).
- تخفيض التكاليف عن طريق تخفيض عدد موظفي الشركة والاستغناء عن 30 موظفا سعوديا.
- منع برامج التشات من كمبيوترات الموظفين ومنع البلاك بيري ومنع جوال أبو كاميرا!
وتظل تدور الشركة في حلقة الأداء السيئ لأن المشكلة ليست في تخفيض التكاليف، المشكلة في نموذج عمل الشركة. تقوم إدارات شركات أخرى بالتحول جذريا من صناعتها الأساسية إلى صناعات أخرى ليس لها فيها لا ناقة ولا جمل فتنتقل من الزراعة إلى البتروكيماويات أو من المقاولات إلى الاستثمار، وتفقد القدرة على التركيز وتراوح بين عدة صناعات لا تستطيع حتى كبرى الشركات العالمية في حجم (جي أي) أو (تويوتا) التعامل معها، وتصبح مثل الغراب الذي قلد مشية الحمامة. في نظري أن الأسلوب الصحيح هو أن تفكر الشركات بطريقة مختلفة وخلاقة ولكن في إطار صناعتها وخبرتها ومراكز قوتها فالمثل يقول «صنعة أبوك لا يغلبوك». في كل شركة هناك عوامل سلبية وعوامل إيجابية. التركيز على الإيجابية منها ومحاولة تحييد السلبية ضروري لعملية التغيير. إعادة النظر في نموذج عمل الشركة ومنتجات الشركة من زاوية مختلفة تعطي الشركة القدرة على التغيير لمصلحة المساهمين. خذ مثلا القرار الذي اتخذته شركة النقل الجماعي بالعمل في صناعة الليموزين الفاخر فبغض النظر عن مدى قناعتي بتفاصيل القرار فإن أسلوب التفكير صحيح. ننتظر من الشركات الأخرى الخاسرة في سوقنا العزيز (دون ذكر أسماء) إثارة إعجابنا بأفكار جديدة وأساليب جديدة أو ننتظر من مجالس إداراتها وجوها جديدة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي