بالخيار لا بالإجبار
انقلبت تركيبة حينا السكني الهادئ الذي كان يمثل أغلبية سكانه من السعوديين، يعرفون بعضهم بعضاً، إلى حي ''عالمي'' يسكنه آلاف من العمالة التي تتكلم بلغات متعددة وعادات وتقاليد متنافرة، ويحتكرون جميع المصادر الاقتصادية في الحي، حيث يعمل السعوديون، وفي نهاية الشهر يدفعون راضين إلى تلك العمالة، من بقال وخبّاز وخضار وفاكهة وحلاق وسباك وغيرها.
قد يكون هذا ناتجا عن العولمة ولكن زاد الكيل، وبدأ بعض السكان يفكرون في النزوح حفاظاً على عاداتهم وأمنهم على الرغم من تناقص القيمة العادلة لمنازلهم. مصدر هذا الإزعاج والتكدس بالدرجة الأولى اختراق الشوارع الرئيسة للحي، حيث إن حيا لا يتجاوز طوله وعرضه كيلو مترا مربعا تخترقه ستة شوارع تجارية، مع مئات الدكاكين والعمائر؛ قد يكون هذا مشكلة تخطيط قديمة ولكن ما زالت هناك فسحة من الأمل في حلها، إما إيقاف تراخيص هذه المحال مؤقتاً أو تشجيع أصحابها على تحويلها إلى مساكن أو قصر العمل فيها على المواطنين أو غيرها من الحلول المشجعة لملاكها، لا عجب مطلقاً في أن نسبة كبيرة من رواتب سكان حينا تحول مباشرة إلى خارج المملكة، لكون الملاك الحقيقيين للأنشطة الاقتصادية أجانب، مهما وضعنا من أسماء سعودية على لوحات تلك الدكاكين، فعلى سبيل المثال أحصيت أكثر من 27 حلاقاً و72 بقالة و51 محل نجارة وسباكة و29 محل جزارة وهلم جرا .. مع وجود أكبر ثلاثة مراكز تجارية كبرى تحيط بالحي.
قد لا نحتاج إلى هذا الكم الهائل من الدكاكين، التي يعيش ملاكها دون دفع ضرائب ويشاركوننا في الكهرباء والماء المعان والمعيشة الرخيصة المعانة أيضاً، ويرفعون الأسعار بزيادة الطلب، ادرسوا المشكلة فقد تكلفنا غالياً اقتصادياً وأمنياً إذا لم نحلها قريباً والله أعلم.