سليمان الحمدان والنقل الجوي

أحسنت ''الاقتصادية'' في إجراء اللقاء الموسع مع سليمان الحمدان الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للخدمات الجوية (ناس), الذي نشر في العدد (5957) الصادر في الأول من شباط (فبراير). حديث سليمان الحمدان يدل على وطنية وإخلاص وصراحة هذا الرئيس الجديد لهذه الشركة التي تجاهد للوقوف على قدميها والوصول إلى الربحية. اللقاء الصحافي يأتي من رجل له مكانته في مسيرة الاقتصاد السعودي ومن خارج بيئة صناعة النقل الجوي, وبالأخص من قطاع الصناعة المالية, حيث الإدراك بمعارف الجدوى الاقتصادية، والأخطار على الاستثمار واتجاهات التدفق المالي في الفرصة الاستثمارية وغيرها. شهادة سليمان الحمدان تعد (شاهد محايد) في قضية تأخر صناعة النقل الجوي في المملكة, والتي كتبنا فيها عديدا من الأعمدة الصحافية منذ منتصف التسعينيات وحذرنا في طروحات تلك المقالات من أخطار اقتصادية قادمة علينا كتشريعات (الأجواء المفتوحة) وتسرب سوق السفر السعودية إلى شركات أجنبية بسبب ضعف وعدم كفاءة بنيتنا التحتية وبقاء هيئة الطيران المدني والخطوط السعودية في قبضة منظومة إدارية عتيقة لا يهمها ما ترى من تهديد على الاقتصاد الوطني المتمثل في تطور سريع ومخيف في صناعة النقل الجوي في الدول المجاورة. حتى هيمن بعض المطارات المجاورة على مطاراتنا الـ 26 بما فيها الدولية وأصبحت مطاراتنا تعمل ضمن نموذج النقل الجوي المعروف باسم Hub & Spokes. مطار مثل دبي الـ Hub أصبح التوقف فيه ميزة يبحث عنها المسافر الدولي بفضل خدماته المتسارعة التطوير والتحديث, كما أنه يخدم وجهات كثيرة لا تستطيع مطارات الـ Spokes كمطاراتنا خدمتها. حديث سليمان الحمدان لامس جرح ضعف التشريعات التي تساوي بين الناقل الوطني والشركات الخاصة في توزيع الوجهات الداخلية ذات كثافة السفر العالية واختلاف فاتورة وقود الطائرات بين مقدمي الخدمة نفسها. السؤال هنا: هل يستطيع المشرع أن يعترف بأن بيئة صناعة النقل الجوي في المملكة ليست تنافسية؟ نصيحة أخيرة لسليمان الحمدان بإعادة هيكلة شركته فهي تملك الآن أصولا قوية متمثلة في أسطول طائرات حديثة، والبراعة الإدارية الآن تأتي من الاستخدام الذكي لتلك الأصول وتطوير أسواق جديدة وأتمتة أعمال الشركة وإزالة ما تبقى من بيئة الـ (برستيج) الإدارية القديمة التي استنزفت الكثير في السابق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي