الجنادرية.. الزين لا بد أن يكمل (1 من 2)
أطل علينا صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز الأسبوع الماضي عبر المؤتمر الصحفي الذي عقده بمناسبة مهرجان الجنادرية الذي انطلق مساء أمس، أقول: أطل علينا سموه الكريم فأشعل الفرح في النفوس، ونثر البهجة في الخواطر حول مستقبل الجنادرية، وهي المنبر الذي يعشقه كل إعلامي وكل مثقف على ثرى هذا الوطن، ولم لا وهو المنبر العالي الذي رسم ملامحنا الثقافية على خريطة المنابر الثقافية العربية، ومن خلاله عرفنا العالم ثقافيا واطلع على تراثنا مجسدا على أرض الجنادرية؟ فكل ما ورد في ذلك المؤتمر الصحفي كان بلسما للجروح وسحقا للخوف الذي بدأ يتسرب في النفوس حول مستقبل هذا المهرجان الذي بدأ عملاقا واستمر لولا بعض الضعف الذي انتابه في سنواته القليلة الماضية.
إن مشروع الجنادرية الذي قدمنا إلى العالم هو أحد مشاريع خادم الحرمين الشريفين الثقافية والفكرية، فقد رعاه وأحاطه- حفظه الله- بمتابعته وتوجيهاته لجميع القائمين على أمر تنفيذ برامجه وفعالياته الشعبية وندواته الثقافية والفكرية، فكان له ما أراد.
وها هو المليك المفدى ينقل الجنادرية إلى مرحلة جديدة من العطاء من خلال التنافس العلمي الرفيع على جائزتين تمثلان إضافة جديدة لمسيرة الجنادرية، وفتحا جديدا لمرحلة تشتعل فيها المنافسة، وتلوى لها الأعناق من أجل الفوز بإحدى الجائزتين.
ولأن الحب لهذا المهرجان الذي يجمع بين مجالين عظيمين هما: التراث بأصالته وعمقه وتنوعه، والثقافة بكل معطياتها الدينية والوطنية والسياسية والأدبية والتاريخية، فإن من الوفاء الإسهام بالرأي والمشورة التي ينشدها القائمون على التخطيط والتنفيذ في الجنادرية.
إن دخول الجنادرية مرحلة جديدة من العطاء، ومساحة جديدة من النجاح المتجدد يتطلب تعيين قيادات ثقافية وإعلامية ذات كفاءة عالية، وقامات فكرية تحقق ما يأمله خادم الحرمين الشريفين- أيده الله- من هذا المهرجان، فالعمل بأسلوب اللجان والفزعات لم يعد أمرا مقبولا اليوم، والجنادرية تضع أقدامها وسط ميدان العالمية بندواتها الكبرى وفرسانها البارزين من مختلف مفكري العالم وعلمائه.
إن حاجتنا ملحة لقراءة جديدة لمنجز الجنادرية ومدى تأثيره في تحولات المجتمع السعودي، وتشوفات الأجيال الراهنة والمقبلة، ومدى تأثيره أيضا فيمن عايشوا هذا المهرجان منذ انطلاقته الأولى في عام 1405هـ، وهل عمق هذا المهرجان الثقافة الوطنية؟ أو قدم صورة وضيئة لضيوفه من بلدان العالم كافة عما تعيشه المملكة من نهضة ونمو على مختلف الأصعدة؟ وهل قدم التراث العريق لهذه البلاد بصورة بليغة لكل مرتاديه وضيوفه؟ إنها تساؤلات جديرة بالطرح، تعطينا نوعا من ضرورة الوقفة التأملية لقراءة هذا المنجز الوطني المهم. ونواصل الحديث في الحلقة المقبلة عن مهرجان الجنادرية.