مصطلحات جديرة بأن نطبقها لا أن نستهلكها..

أصبحنا اليوم في هذا البلد الكريم بتقاليده وأهله محط أنظار العالم ليس فقط كبلد ـ حباها الله ـ بخيرات النفط بل طموح كثير من الشركات العالمية ليكون لها مركز أو نشاط فيها, وفي الوقت ذاته تعمل الشركات المحلية على تطوير ذاتها لتواكب تلك الشركات العالمية، ومنها ما قد استفاد من تجارب تلك الشركات، حيث بات لها معايير تواكب العالمية وطورت من أدائها إلا أن كثيرا من الشركات المحلية استقدمت مفاهيم استهلكنا مصطلحاتها دون (في كثير من الأحيان) أن نعي أهميتها ودورها في تطوير ذواتنا وكذلك أعمالنا، وكان لتلك المصطلحات حضور كبير في المحافل والمنتديات التي أصبحنا اليوم في المملكة نستضيفها. ولكن في غالب الأحيان تكون تلك المصطلحات أداة تسويقية لذلك المنتدى أو هذا المؤتمر. وإن الكثيرين الغيورين على الأداء المحلي والراغبين في أن نكون ضمن العالم الأول (كما يصدع بها سمو الأمير خالد الفيصل) ليحبطون بالواقع المر في أن كثيراً ممن أبدلوا مصطلحاتهم القديمة بالجديدة الرائجة إلا أن الجوهر بقي كما هو.
ولا أريد أن أكون مبالغاً لو قلت إننا لو استمررنا في هذا الفكر لتعبنا في حركتنا التطويرية الشاملة والإصلاح كما يفضله كثيرون.
ولست هنا اليوم لأَصحح المفاهيم ولكني فقط أضرب بعض الأمثلة. إن البعض قد استبدل مصطلح شؤون الموظفين على سبيل المثال إلى الموارد البشرية أو حتى بالغ بقوله رأس المال البشري، لكن هل انعكس ذلك على استراتيجيات تلك المنشآت؟! وهل أيقن القائمون على تلك المنشآت أن تفعيل تلك القطاعات فيها وبنائها هو استثمار طويل الأجل أم بقي العمل كما هو تقديم سلف لموظفيها ومتابعة إجازاتهم والحضور والغياب والتأخير.
هل أدركت تلك المنشآت أن التسويق جزء لا يتجزأ ومفصل مهم لبناء استراتيجياتها ورسم خططها وترسيخ اسم المنشأة في أذهان المستفيدين والمجتمع أم بالتالي بناء القيمة المضافة ورأسمالها المعنوي أم اكتفينا باستبدال إدارة المبيعات بالتسويق.
هل نعي ما نقول حينما نردد التطبيقات المستدامة دون أن نعمل لتحقيق هذا المبدأ؟!
أجل هو مبدأ وليس مصطلحا، وأخيراً وليس آخراً ، هل نعي أن التنافسية الحقيقية هي تطوير ذواتنا كيفاً، ومن ثَم كماً وليس أن نركز فقط على الكم، وذلك على مستوى المنشآت وبالتالي الوطن.. حين ندرك فقط أن تلك المصطلحات حين نعيها ثم نكيفها فنطبقها كمناهج لنا يمكننا فقط في تلك اللحظة أن نواكب رؤى القيادة في بناء أنفسنا والوطن.
والعلم لديكم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي