الحلم الذي أصبح حقيقة

دشن صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز أعمال تطوير مدينة سدير للصناعة والأعمال. ومن هذا المنطلق وددت أن أكتب رسالة عن هذا الصرح الصناعي العملاق.
«مدينة سدير الصناعية ذات أهمية قصوى من النواحي الاجتماعية والتنموية والاقتصادية والأمنية لمنطقة الرياض على وجه العموم ومنطقة سدير على وجه الخصوص. وظلت الحلم الذي راود الكثيرين من الصناعيين من رجال الأعمال بالمنطقة, فهي البوتقة التي سوف تحتوي آمالهم وتطلعاتهم، إضافة إلى أنها المتنفس الذي يريح مدينة الرياض من الاختناقات التي عانت منها في المجالين السكاني والعمراني اللذين أفرزهما ازدياد الكثافة السكانية والتطور الصناعي المتنامي, إلى جانب أن هذه المدينة توفر فرص العمل لأبناء المنطقة مما يحارب العطالة ويدعم سياسة الدولة الرامية إلى السعودة وتوطين الوظائف.
ومن أهم ما يميز مدينة سدير ضخامة حجمها فمساحتها تبلغ 257 مليون متر بطول 31 كيلومترا على طريق الرياض - القصيم, من مخرج عشيرة حتى مخرج جلاجل وتمر بها خطوط البترول وخطوط تحلية المياه وسيمر بها مسار سكة الحديد, كما سيكون فيها محطة شحن وتفريغ أي ميناء جاف, ويوجد فيها محطة لتحويل الكهرباء، إضافة إلى أن أرضها مستوية جداً وتبعد عن حدود مدينة الرياض ما يقارب 120 كيلو متراً, لذا نجد أن موقع المدينة متميز وله مستقبل كبير.
 ومن البديهي أن مدينة سدير التي تعتبر المدينة الثالثة بعد الجبيل وينبع - وإن كان أكبرهما - تتوافر فيها أهم المزايا التي يحققها قطاع الصناعة من إنشاء المدن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
 1- إن تجاور المصانع في هذه المدن يساعد على التفاعل المشترك بينها مما يؤدي إلى إيجاد فرصة للتكامل بينها, مما يفرز تخفيض تكلفة المنتج تحقيقاً لمزايا الإنتاج الكبير.
 2- وجود المصانع على أرض واحدة يحقق سهولة الحصول على خدمات المرافق العامة التي تحرص الدولة على توفيرها مثل: شبكات المياه, وشبكات تصريف المجاري وشبكات تصريف مياه السيول والأمطار, شبكات الطاقة الكهربائية، شبكات الاتصال الثابت، شبكات الطرق المستقلة والمضاءة دخل المدن، قيام الصناعات الرديفة التي تمد المصانع العملاقة بما تحتاج إليه من قطع غيار وغيرها، خدمات  المرافق «بنك, مكتب بريد, مركز شرطة, مستوصفات طبية, مقاصف, مساجد, مركز الدفاع المدني».
 3- إقامة مدينة سدير الصناعية يعزز دور الصناعة الفاعل في زيادة مصادر الدخل الإقليمي ومن ثم الدخل القومي.
 فقد تطلع الأهالي والمستثمرون الصناعيون بشغف بالغ لبدء العمل في البنية التحتية وطال الانتظار لعقدين من الزمان لهذا الصرح العملاق, وليس ذلك بمستغرب، فمشروع بهذه الضخامة لا بد من أن تعترض مسيرته عقبات كثيرة وصعاب جمة ولكن بفضل جهود أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ورعاية حكومتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين أمكن التغلب على تلك الصعاب. وإحقاقاً للحق وإنصافاً لرجل عمل في صمت ونكران ذات وكان وراء كل جهد بذل ولكن عمله كان بعيدا عن الأضواء، ذلكم هو الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة مدير عام هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية، فله منا الشكر والتقدير والعرفان، سائلين المولى أن يسدد خطاه ويكثر من أمثاله في هذا الوطن المعطاء.

ضاق الفضاء بما يحويه من فرح
فكل ما في سماء الله فرحان
سدير التي كانت حلماً يراودنا 
يدشنها اليوم أمير الخير سلمان

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي