متى تختفي ثقافة (المرأة للبيت)؟!
ينوه أحدنا لعمل المرأة؛ فيشقى بردود حادة من معارضي عمل المرأة، أما إذا كانت الوظيفة مثل صيدلانية أو إخصائية بصريات، فإن الشفاعة لتلك المهنة تعظم بعظم (الشقاء) المصاحب لها!
تلك كانت أمثلة أنوه فيها أن نظام وزارة الصحة، فيما يتعلق بمحال البصريات والصيدليات، يسمح للمرأة بالاستثمار في هذين القطاعين، لكنه لا يسمح للمرأة بمزاولة مهنة، حيث تصدر وزارة الصحة رخصة لفتح محل في القطاعين للرجال والنساء، ورخصة أخرى للمزاول، وهذا محصور على الرجال فقط دون النساء رغم أن الفتاة تدرس هذين التخصصين مثل الرجل. وقد تلقيت من القراء ردودا عددها 308 عندما طالبت بفتح فرص مقننة وبإجراءات تلائم عمل المرأة، وبعض هذه الردود يوافق بتحقيقه، وأكثرها من معارضين لذلك، وجمعتْ بين المهذب كصاحبه والبذيء، فكل إناء يفيض بما فيه.
وتنتظم هذه المواقف مجتمعة تحت مظلة السؤال: إن الصحة ترخص للإخصائيات عيادات داخل المستشفيات للكشف على النظر وصرف الأدوية في الصيدليات، و تزاول الإخصائية مهنتها داخل المستشفيات، السؤال: هل الرجل داخل المشفى يختلف عن خارجه في بلادنا؟ وهل أخلاقيات رجالنا داخل المشفى تختلف عن خارجه؟
ونقول للمشككين في عمل المرأة: إننا في هذا الوطن نفعل بقدر ما نتكلم، وننجز بقدر ما يعجز غيرنا عن تحقيقه. والأصل أن ترتيب المصالح العامة وتقنينها أمر يخضع لقواعد وضوابط وإجراءات تكيفها سلطة النظام، وتظللها هيبته، ويرعاها حضوره تأسيساً وتطبيقاً وتقويماً، وحين تطرأ لنا حاجة ووظائف شاغرة لماذا كل هذا التشدد؟!
ورجالنا يعملون، ويدرسون، ويبحثون، ويكتشفون، ويكرمون من أرقى المنظمات والجامعات في الخارج بجانب المرأة، فلم نسمع أنهم تحولوا إلى ذئاب خارج الوطن.
وبعد: فتلك ظاهرة اجتماعية وسلوكية أتمنى أن يهتم بها أصحاب القرار ومحترفوها تشخيصاً وعلاجاً.