سدير .. للتنمية آفاق جديدة
حقق الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض حلم سدير المنطقة وحلم سدير الشعب في اللحاق بركب التنمية في مملكتنا الغالية عندما دشن سموه مشاريع تطوير مدينة سدير للصناعة والأعمال، الذي يأتي خاتمة رائعة للنجاحات الكبيرة التي تحققها هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية تحت قيادة الأخ الدكتور توفيق الربيعة الذي يجب أن نشير إلى جهوده الكبيرة منذ تسلمه دفة القيادة في الهيئة منذ ما يقارب العامين فقط ، وإحداث الفارق فيها.
وعودة على ما تحمله مدينة سدير للصناعة والأعمال من أبعاد اقتصادية واستراتيجية واجتماعية وتنموية على منطقة سدير تحديدا وعلى منطقة الرياض إداريا وعلى المملكة العربية السعودية تنمويا، حيث أتى تدشين الأعمال بعد يوم واحد من إقرار مجلس الوزراء أهداف خطة التنمية التاسعة التي تضمنت التركيز بشكل كبير على تحقيق التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة وتعزيز دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولعل التوافق الكبير في التواريخ يعطينا مساحة من التفاؤل بما تحمله المدينة من تناغم مع الرؤية العامة للدولة وما تحمله من خير ونماء لمنطقة سدير، فهي بلا شك ستفتح آفاقا جديدة لأهالي المنطقة وتقليل النزوح السكاني لأهالي سدير إلى المناطق الأخرى الأكثر نمواً, وهو بلا شك هدف استراتيجي واجتماعي واقتصادي وأمني مهم سعت الدولة بقوة للوصول إليه في خطط التنمية الخمسية السابقة، خصوصا أن المدينة تقع في وسط منطقة سدير وتسير بشكل طولي بالتوازي مع جميع مدنها وقراها، وهو ما يعطي البعد الحقيقي بأن تطور هذه المدينة سيشمل المنطقة بأسرها.
المميزات التنافسية في المنطقة تكمن بشكل كبير في موقعها الجغرافي الاستراتيجي, فقربها من التوسع الأفقي لمدينة الرياض يجعلها بشكل تلقائي اهتمام المصنعين للوصول إلى الأسواق الشمالية لمدينة الرياض بدلا من الالتفاف على مدينة الرياض باستخدام المناطق الصناعية القديمة والمزدحمة أصلا في جنوب الرياض. كذلك منطقة سدير تعد الرابط بين أكبر اقتصاد في المنطقة الوسطى (مدينة الرياض) وثاني اكبر اقتصاد في المنطقة (منطقة القصيم), فوجود منطقة تبادل تجاري في المنتصف يساعد بشكل كبير على زيادة التبادل التجاري بين مناطق المنطقة الوسطى بكفاءة أعلى وتكاليف أقل. هذا بخلاف الحديث عن المميزات الأخرى بما يتعلق بارتباطها بخط السكة الحديدية «الشمال -الجنوب», وهذا بلا شك سيجعلها البوابة الاقتصادية للعاصمة.
ومن وجهة نظري فإن وجود تجمع اقتصادي بهذا الحجم على أرض خام Green field يعطي المدينة ميزه تنافسية جديدة في مقابل المدن الصناعية الأخرى، فيمكن للمدينة أن تقوم على آخر ما توصلت إليه التقنية في البنية التحتية من دون الارتطام بعوائق التأسيس القديم من شبكات مياه أو اتصالات أو غيرها من أساسيات البنية التحتية، وأنا على يقين بأن الهيئة أخذت هذا العامل في الاعتبار لجعل البنية التحتية مدينة سدير للصناعة والأعمال هي الجيل القادم للتقنية، وأعتقد أن هذا العامل سيكون من العوامل الرئيسية لاجتذاب الاستثمار للمنطقة.
ولضمان استمرار النجاح فإن الحاجة إلى تأسيس مجلس سدير للاستثمار أصبحت حاجة ملحة لمواكبة هذه النقلة النوعية في تركيبة المنطقة الاقتصادية وربطها بالخطط الأخرى لتطوير المنطقة على جميع المستويات، حيث إن وجوده عمل مؤسسي على أسس تطويرية سيساعد هيئة المدن الصناعية بالتعاون مع إمارة منطقة الرياض وهيئتها على تخطي عديد من التحديات وتسريع وتيرة التطوير والوصول إلى الأهداف, إضافة إلى ذلك فإن دور أهالي المنطقة وبلدياتها يكمن في توجيه الجهود نحو تحقيق تنمية متوزانة ومشاركة فاعلة في دفع عجلة النمو للمنطقة, خصوصا في ظل اهتمام أميرها النشط الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل آل سعود ، الذي شهدت المنطقة منذ وصوله نقلات نوعية على جميع المستويات منها على سبيل المثال مدينة سدير للصناعة والأعمال، ولذلك فلا أشك أن المدينة كانت وستكون ضمن قائمة أولوياته، وأرى أن مجلس سدير للاستثمار تحت رئاسته سيسهم في دعم المدينة والمنطقة اقتصاديا.
ختاما، فإن سدير كانت وما زالت منطقة خير منذ القدم، وستستمر في ذلك تحت الرؤية السديدة لأمير منطقة الرياض قائد التنمية وربانها، وما نشهده في مدينة الرياض من تطور مستمر هو بلا شك دليل تفاؤل على ما يمكن أن تصله مدينة سدير للصناعة والأعمال من نجاح في دفع عجلة النمو الاقتصادي للمملكة العربية السعودية وطن الجميع.