عَمَالَتُنا.. وَعمالْتُهم

نعم.. عمالتنا، و»أبصم» على ذلك، نعم.. عمالتنا تتعرض لريحٍ صرصرٍ عاتية من القطاع الخاص, وحججنا المزيفة في السعودة خسف الرواتب ومقارنتها بالمقيمين، وفي كل مرة نبحث عمن يحمل عنا اللوم، فمرة وزارة العمل ومرة أبناؤنا وبناتنا، ومرة مخرجات التعليم.
نحن وعمالتنا مختلفون، متخاصمون.. بطالتنا تصل إلى 30 في المائة في النساء، وتزيد يوما بعد يوم، وشركاتنا، إلا من رحم ربي، تلاحظ العواصف الآتية. مخزون القطاع الخاص من الأكاذيب التي يقولونها لنا قد فرغ بعد الدعم الذي قدمه صندوق الموارد البشرية.
مقارنة بزيارتي للصين، استطاع المجتمع الصيني أن يصنع لنفسه «هُدنة» على الرغم من عددهم (مليار و336 مليون نسمة) ويمثلون نسبة 19.63 في المائة من سكان العالم، بينهم العامل والصانع ومخترع الطائرة، ففي المعرض التجاري للصادرات والواردات في مدينة « قوانزوا» تجد من الإبرة إلى الطائرة «صناعة صينية 100 في المائة».
ناهيك عن الصناعات في كل المجالات، مما يعج به المشهد الصناعي الصيني، وقد يعبرُ بعضُ الاتجاه المعاكس، مشاركاً أو ناقداً بأن الصناعة الصينية رديئة، مع ذلك صناعتهم منتشرة في العالم، حتى الشركات العالمية استعانت بهم.
أما المعرفة والصناعة في الصين، بعضها «يُعلّب» في العقول شهوراً أو سنين، ثم «يتغيرون» بفعل دينامكية الزمن، وإبداع الصيني المتجدد، يكتشف ويحلل وينظّر، ويربط ويقارن، قبل أن يستنتج، ليأتي في كل يوم بجديد!
ما كان بالأمس صينيا، أصبح حقيقة اليوم في العالم ينافس كبار الشركات، التي فقدت وهجَها، بفعل ما يطرأ على الصناعة الصينية من تغيُّرات، تحديثاً أو تصويباً. وما شاهدته في مدينة «قوانزوا» الصينية من مدن صناعية يقصدها الداني و القاصي من بقاع الأرض. وهكذا فالأفكار تمشي مسارب لا يعلمها أو يحزر أين ستنتهي، أما عندنا فنعيش ظاهرة تفشي الأفكار الميتة والقاتلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي