الكفاءات البشرية
أكدت دراسة لشركة «أي تي كيرني» العالمية أن قطاع المصرفية الإسلامية يعاني عجزاً شديداً في الخبرات والكفاءات المؤهلة وأن دول الخليج خلال السنوات العشر القادمة تحتاج إلى ثلاثين ألف مصرفي إسلامي، بينما يحتاج العالم إلى خمسمائة ألف مصرفي إسلامي، ومن المؤسف أن الدراسة بينت أنه حسب المخرجات التعليمية فسوف يتخرج خلال السنوات العشر القادمة على مستوى العالم 15 ألف مصرفي إسلامي فقط؟! وهو ما لا يغطي نصف احتياجات منطقة الخليج فكيف بالعالم؟! ويتوقع خلال 2010 أن يصل حجم المصرفية الإسلامية إلى تريليون دولار وهذا الرقم مرشح للزيادة مع زيادة التوجه للمصرفية الإسلامية. ذكر الدكتور دريك بوشتا - نائب الرئيس والعضو المنتدب في شركة أي. تي كيرني (الإمارات العربية المتحدة)- أن دول الخليج شهدت نموا كبيرا في عدد المؤسسات المالية الإسلامية خلال السنوات الأخيرة، وأشار إلى أن مراقبي الأسواق المالية يتوقعون أن تواصل الأعمال المصرفية الإسلامية نموها بنسب تراوح بين 15 إلى 20 في المائة.
ومن الملاحظ أنه مع هذا النمو الكبير في قطاع المصرفية الإسلامية إلا أنه يوجد نقص كبير في الكفاءات البشرية المؤهلة والمدربة للعمل فيه وإيجاد وتطوير منتجاته وضبطه بالضوابط الشرعية وقادرة في الوقت نفسه على تطبيق المنتجات الإسلامية بشكلٍ صحيح؛ لهذا من الضروري أن تقوم الجهات ذات العلاقة بالتنمية البشرية أن تجعل نصب عينيها الاهتمام بتأهيل مصرفيين قادرين على العمل والإنتاج في مجال المصرفية الإسلامية، فالجامعات مثلاً عليها دور كبير في تخريج مثل هذه الكفاءات عن طريق الدراسات الجامعية ولكن ينتبه إلى أنه يجب أن تكون هذه المخرجات تتماشى مع سوق العمل وتواكب التطور وألا يكون هناك انفصال بين ما درسه الطالب وما يحتاج إليه من مهارات وبين الواقع العملي للمصارف حتى لا يتخرج الطالب فلا يستفيد من دراسته في أرض الواقع مما يدفع المؤسسات المالية لئلا تحبذ توظيف مثل هذا الخريج، كما أن على المعاهد ومراكز التدريب أيضاً دورا في تقديم الدورات التدريبية المتخصصة والدبلومات في المجال المصرفي الإسلامي والتي تسهم في صقل الموظف وتنمية مهاراته وقدراته المصرفية ولكن يجب أن يراعى مفهوم الجودة عند تقديم الدورات التدريبية من جهة المدربين والمواد التدريبية حتى يتم تحقيق الأهداف من هذه الدورات التدريبية.
ومن المعلوم أن على المؤسسات المالية دورا كبيرا في هذا المجال عن طريق تأهيل العاملين لديها في المجال المصرفي بإلحاقهم بالدورات التدريبية وإتاحة الفرصة لهم لأخذ الشهادات المتخصصة التي تخدم المؤسسة المالية كما أنه لا يمنع من ابتعاث الموظف للدراسة الداخلية أوالخارجية على حساب المؤسسة المالية، فمن المهم تخصيص جزء من الميزانية لأغراض التطوير البشري الذي سيثمر على المدى البعيد. فهذه الأفكار وغيرها كثير مما يمكن أن يقدم في رفع الكفاءات البشرية التي دعمها وتطويرها دعم للصناعة المالية الإسلامية وعلى العكس من ذلك تركها وعدم تطويرها خطر يهدد الصناعة المالية الإسلامية ويعيق تقدمها بل يقودها إلى الاندثار والاضمحلال.