المنتدى الاقتصادي الإسلامي ودور المرأة التنموي
خلال افتتاح ملتقى سيدات الأعمال والقيادات الشابة في العالم الإسلامي WIEF الذي بدأت أعماله في العاصمة الماليزية كوالالمبور في الثامن عشر من مايو الماضي، طالبت سيدات الأعمال بمشاركة أكثر فاعلية للمرأة المسلمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودعم الدور التنموي الذي تقوم به سيدات الأعمال في المجتمع الإسلامي وتحقيق مزيد من النجاحات وتذليل الصعوبات التي تواجهها المرأة.
يلاحظ أن هناك كثيرا من العقبات والمعوقات التي تواجه سيدة الأعمال المسلمة ما زالت موجودة ولم ولن تختفي ما لم يسارع المجتمع الإسلامي بإزالتها وفق ضوابط إسلامية منسجمة مع التطورات العالمية، لأن الإسلام كفل للمرأة المسلمة كثيراً من الحقوق والواجبات وجعلها تتمتع بحياتها اليومية على أحسن وجه لتسهم في تنمية المجتمعات الإسلامية، فمن المفترض على المجتمع الإسلامي بذل الجهود لدعم دور المرأة المسلمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومد أواصر التعاون بين أصحاب الأعمال في المجتمعات الإسلامية وبين القيادات النسائية التي تتصف بروح المبادرة وحسن التعاون، وذلك بدعم تلك القيادات من سيدات الأعمال في العالم الإسلامي وتحفيزها، وإزالة المعوقات والعقبات أمامها في المجتمعات الإسلامية كالمعوقات التي توجدها بعض التنظيمات أمام النساء العاملات.
كما يجب دعم دور المرأة في النمو الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز المهارات الإدارية للمرأة، من خلال إطلاق برامج تعليمية متخصصة في التكنولوجيا والمعلومات والإدارة والاقتصاد ضمن نموذج تدريب متطور ومنفتح على العالم، ومطالبة المسؤولين في جميع أنحاء العالم الإسلامي بفتح أقسام نسائية في كل الوزارات التي تتعامل معها سيدات الأعمال، والإسراع في إنشاء أقسام في الغرف التجارية للنساء في جميع الدول الإسلامية لمساعدة المرأة في أعمالها التجارية.
ومن الواجب على جميع حكومات دول العالم الإسلامي إيجاد البيئة العملية الموافقة لآداب وتعاليم الشريعة الإسلامية المناسبة للمرأة المسلمة ولسيدات الأعمال في مجال الأعمال والتجارة، كالاستثمار في مجال الصناعات الخفيفة والأعمال اليدوية وتقديم التسهيلات اللازمة لهذه الصناعة بما يعزز دور المرأة المسلمة في ابتكار أفكار جديدة، من شأنها تعزيز تطوير العملية التنموية في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وتعود بالنفع على سيدات الأعمال والاقتصاد الإسلامي بشكل عام.
أخيراً ليتحقق الهدف من عمل المرأة المسلمة، يجب على الجميع المساهمة الفاعلة في جميع أوجه نشاطات العمل الإسلامي التي تعمل من أجل النهوض بالمرأة المسلمة في جميع مجالاته المختلفة ضمن الضوابط الشرعية، حيث إن الإسلام كان ولا يزال يحض المجتمع الإسلامي على إعطاء دور مهم للمرأة المسلمة في عملية التنمية والتطور الاقتصادي والاجتماعي لمساعدتها على أداء دورها ونجاح وظيفتها، على غرار أم المؤمنين السيدة خديجة زوجة الرسول محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ وهي المثل الأعلى لسيدات الأعمال المسلمات، وهذا دليل على نجاح المرأة المسلمة العاملة في القيام بدورها في المجتمع والتعبير عن قدراتها في الميادين المختلفة مثل الاقتصاد والتعليم والأدب والكتابة المتخصصة من خلال مؤسسات المجتمع المدني، لذا على المرأة المسلمة العناية بالعمل الاجتماعي والاقتصادي وتقديم الدعم للأسرة من أجل استقرار المجتمع الإسلامي وإنمائه وسعادته.