يا وزارة الشؤون.. المسميات ليست مهمة.. المهم النتائج!
من قاموس «مختار الصحاح للرازي» سئل أعرابي: «هل أنت فقير؟!» قال: لا.. أنا مسكين فالفقير من يملك القليل، أما أنا فلا أملك شيئا!
وسواء فقير.. أو مسكين.. أو محتاج.. أو معوز.. وربما صفات أخرى فكلها مسببات.. وكلها تصب في معنى واحد.. أنه محتاج للمساعدة.
تماما مثلما كان عندنا ما يسمى «صندوق مكافحة الفقر» فسميناه «الصندوق الخيري الوطني» ثم سميناه «الصندوق الخيري الاجتماعي».. نحن شطار إذن في المسميات، ولكن النتائج مخيبة للآمال.. فالمسميات لا تهزم الوقائع.
ويقول معالي وزير الشؤون الاجتماعية الذي تتبعه هذه العناوين تحت مسمياتها المختلفة.. يقول معاليه إن وزارته لم تفشل في محاربة الفقر، ولكنها اتخذت من الأساليب والوسائل غير التقليدية ما يساعد المحتاجين.. ولا أدري لماذا لا تستطيع الوسائل التقليدية محاربة الفقر.. أين القصور.. وأين التسيب وأين انعدام الجدوى؟!
طيب..
ماذا فعلت الوسائل غير التقليدية في رفع المعاناة وشظف العيش عن الفقراء أو المساكين أو المحتاجين.؟ الأرقام تقول إن 30 في المائة من الأسر السعودية في مساكن غير لائقة.. يسكنها 695 ألف أسرة في حالة يرثى لها من العوز والاحتياج.
ونحن لا نقلل من جهد وزارة الشؤون الاجتماعية، ولا من عمل القائمين على الصندوق الخيري الاجتماعي.. فمن المؤكد أن معالي الوزير وبقية العاملين معه يبذلون قصارى جهدهم للقيام بالدور المنوط بهم من قبل الدولة وهو رفع المعاناة عن الفقراء.. ولكن كما نرى أن الجهود ما زالت مخيبة للآمال.. ومنذ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك «عبد الله» منذ كان وليا للعهد للأحياء الفقيرة، بدأت الحكومات المتعاقبة محاولاتها في محاربة الفقر.. والنوايا حسنة والاستراتيجيات ممكنة.. ولكن الواقع محبط رغم الاعتمادات الضخمة، التي تخصصها الدولة للصناديق تحت مسمياتها المختلفة.. ولعل معالي وزير الشؤون الاجتماعية يتحمل الملاحظات التي تتحدث عن فشل الصندوق بدلا من القول إن الصندوق لم يفشل فالنتائج أهم من المسميات ومن إنكار الحقيقة في الوقت نفسه.
***
.. همس الكلام:-
.. أكثر إمتاعا أن تبني قصورا في الهواء
من أن تبنيها على الأرض..