التسيب في القطاع الحكومي والخاص (2)

وبعد أن استعرضت أسباب التسيب نجد أنه بالنظر إلى تلك الأسباب ومعرفتها جيداً والإحساس بها فإن الحلول سهلة ومبسطة وفي متناول الجميع إلا أن العمل بها يقتضي جدية وصرامة وتنفيذا دون محاباة أو مجاملة ومن أهمها :
1- التثقيف المستمر للموظف وتوعيته بشكل مستمر والتركيز على الجانب الديني والقيم المهنية خاصة الجديد مع التكليف الرسمي وإشعاره بمسؤولياته مع شيء من التدريب المستمر والتحفيز والمتابعة من أجل الانطلاقة في العمل والجودة في الأداء ومراعاة الضمير ومصالح الآخرين وتنفيذ توجيهات الإدارة العليا, إضافة إلى الحرص من الرئيس على المثالية المتناهية في العمل من أجل قيادة المرؤوسين إلى الأفضل والمباهاة بهم أمام الإدارات الأخرى في المؤسسة الواحدة ومن ثم أمام بقية القطاعات.
2- إعادة النظر في الأنظمة واللوائح وتحديثها بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث ويتفق مع حاجات المجتمع عموماً والفرد خاصةً لكسر الترهلات التي اعترت كثيراً من القطاعات الحكومية والخاصة والتي تسببت في انتشار كثير من الأمراض الإدارية وأخطرها الرشوة والوساطة.
مع التركيز على سد الثغرات في بعض الأنظمة والقرارات التي كانت سبباً في إتاحة الفرصة للهروب من المسؤولية لدى كثير من الموظفين, في الوقت الذي تحتاج إليه إلى المثل العليا ومراقبة الذات في جميع شؤون حياتنا.
3- المتابعة والمحاسبة للموظف بشكل دوري وفق لوائح داخلية وأدلة مبسطة ومعينة للرئيس المباشر لأن ذلك أصبح ضرورة ملحة لإعداد القيادات وكذا التمييز بين الموظفين سواء كان الموظف قائما على العمل أو حتى بعد تركه ففي ذلك حد من انتشار الفوضى الإدارية التي تعانيها الكثير من القطاعات بل والمجتمعات عموماً .
4- الاستفادة من التقنية الحديثة في الرقابة والمتابعة والإشراف والعمل على توطينها بل وتوظيفها لما لها من أهمية في تنفيذ الأنظمة دون محاباة أو مجاملة ، وحفاظاً على الوقت وتوفيراً للجهد والمال وإعطاء كل ذي حق حقه والمساهمة في القضاء على كثير من السلبيات والتخفيف من أعباء المسؤولية.
5- السير وفق الأساليب الحديثة في الإدارة والإشراف ومن ذلك أساليب بعض القطاعات الخاصة في الداخل وتجارب بعض الدول المجاورة والبعيدة والاستفادة من التجارب الناجحة التي أثبتت جودة وتميزا وإنتاجية رائعة.
إن الترهلات التي أصابت كثيراً من القطاعات بنوعيها الحكومي والخاص ستستمر وبشكل أكبر في المستقبل إن لم تتخذ قرارات صارمة خصوصاً مع توفر المؤهلين من الشباب المبدعين لكي تنهض التنمية بكافة جوانبها إسهاماً في الرقي والتطور الذي ينشده الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني والمرؤوس قبل الرئيس والمحكوم قبل الحاكم ، خصوصاً أن القائد الأعلى لهذا الكيان الكبير يركز ويكرر كثيراً على أهمية الجودة والعطاء والتميز والإنتاجية والأخذ على يد المقصر ومحاسبته بعد أن أعطى الكثير والكثير من أجل تنمية الوطن والولاء له والانتماء إليه قولاً وعملاً .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي