«طيران الإمارات» وإحياء دبي

لا تزال الأزمة الاقتصادية التي تمر بها إمارة دبي ظاهرة للعيان وتعكسها توقف الكثير من المشاريع العقارية الكبرى التي شغلت وسائل الإعلام قبل سنوات معدودة. حجم الأزمة الاقتصادية لدبي مخيف جدا بديون تزيد على 100 مليار دولار واستحقاقات خدمة لتلك الديون تصل إلى 30 مليار دولار خلال العامين القادمين، في ظل إيرادات لهذه الإمارة لا تتجاوز عشرة مليارات في السنة. نسبة الديون للناتج المحلي لإمارة دبي يتطلب خطة إنقاذ من حكومة العاصمة قد تبدو صعبة التحقيق في ظل الخطط التنموية الاستراتيجية التي تنتهجها أبو ظبي لاحتلال موقع دبي كمدينة عالمية تتوسط العالم، وتأثرها هي الأخرى بالأزمة المالية العالمية، حيث تمتلك مشاريع عقارية كبرى تأثر الطلب عليها. وفي خضم هذه الظروف الصعبة، تتحدث مصادر بصوت منخفض عن نية إمارة دبي بيع أصول كبرى كانت يوما أيقونات نجاح اقتصادي عالمي يشهده العالم العربي من حيث البنية التحتية وبيئة الأعمال التي تتفوق على دول كبرى. من تلك الأصول دبي للموانئ وفندق أطلانتس واستثمارات في مشاريع خارج دبي. ولم تتحدث المصادر عن مجموعة الإمارات وهي الشركة الأم لطيران الإمارات ومطار دبي وشركة داناتا ومطار آل مكتوم. فبرغم صعوبة الأزمة التي تواجه دبي نظرا لحجم الدين الكبير وبطء الانتعاش العالمي، إلا أن النقل الجوي في هذه الإمارة بقي متحديا تلك العوائق، وسجلت طيران الإمارات نموا مضطردا في أعداد المسافرين على طائراتها وعبر مطار دبي مما مكنها من تحقيق أرباح بلغت ما يقرب من مليار دولار وأحدثت تلك النتائج صدمة في مجتمع الخطوط الجوية العالمي، حيث منيت خطوط كبرى عالمية بخسائر حادة كالخطوط البريطانية. قدرات وجودة طيران الإمارات تبقيها واحدة من الحلول الاستراتيجية وبصيص أمل لعودة الحياة في اقتصاد هذه الإمارة أن تبنت خطة إحياء متدرجة وطويلة النفس. فخطوط الإمارات هي الجسر الآمن لتغذية دبي من خلال صناعتي السياحة والأعمال اللتين تعتبران المصدر الرئيس للدخل. إن تراجعت أسعار العقارات لدرجة معينة، فإن عجلة الإحياء الاقتصادي ستبدأ في الدوران حتما لعدم وجود بيئة أعمال حرة وشفافة كدبي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي