قمة سيئول.. هل تفقد «العشرين» فعاليتها؟
في رصد لحالة الاقتصاد العالمي بالمجمل, قبل أيام من انعقاد خامس قمة لمجموعة العشرين, أكبر 20 اقتصادا في العالم في كوريا الجنوبية, في 15 تشرين الأول (نوفمبر) المقبل، وبعد نحو ثلاث سنوات على اندلاع الأزمة المالية العالمية، نشهد تحركات متباينة للغاية لأعضاء هذه المجموعة, بل يمكننا القول إن التنسيق الجماعي لهذه المجموعة شرع في الانفراط، ما يعني أن فاعليتها في ضبط وإدارة النظام العالمي ستقل.
أولا.. حملة تقشف أوروبية واسعة شرعت فيها حكومات منطقة اليورو على وقع الأزمات المتلاحقة للماليات العامة فيها (بريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا واليونان وأيرلندا، وغيرها)، والتي بالتأكيد ستؤثر في نشاط الاقتصاد العالمي ومستوى الطلب فيه، ما يعني أن عام 2011 سيشهد تباطوءا في الأداء، وهي خطط تصفها مجموعات داخل العشرين بأنها خطوات من جانب واحد.
الصين.. هي الأخرى اتخذت خطوات لأول مرة منذ ثلاث سنوات تتعلق برفع أسعار الفائدة لإحداث توازن في مستوى التضخم الداخلي، الناتج عن نمو في الاستثمارات والسيولة, وتراجع في مستوى الاستهلاك، وهي خطوة تعني ـــ باختصارـــ الشروع في وقف برامج التحفيز وإن بصورة أقل.
الولايات المتحدة وألمانيا, من جانبهما تشكل معضلة التصدير والمنافسة في الأسواق العالمية، الشاغل الأكبر لكليهما، إذ لم يعد التفكير في ضبط أداء النظام المالي العالمي يتصدر الاهتمامات، وصاحب ذلك التركيز على العملة الصينية كمشكلة تواجه خططهم التصديرية.
المجموعة الناشئة (البرازيل والصين والهند وكوريا والسعودية) لديها هدف أساسي في القمة المقبلة يتعلق بالحصول على عضوية في مجلس إدارة صندوق النقد الدولي الذي ظل شبه محتكر من الدول الأوروبية لعقود، إذ إن وزن تلك الدول داخل هذا الصندوق لا يتوافق مع ما تقدمه من دعم مالي، وكذلك مسألة حقوق التصويت التي تنادي هذه الدول بإعادة توزيعها بعدالة, كما اتفق على ذلك في قمة بتسبيرج في أمريكا قبل نحو عام.
كوريا الجنوبية تتطلع من جانبها إلى النجاح من خلال الحفاظ على أداء جماعي لمجموعة العشرين، وفي ظل ظروف قمة هي الأصعب حتى الآن، رغم أن زخم الأزمة العالمية تراجع كما يبدو.. لأنه, وببساطة هي المرة الأولى التي يذهب فيها قادة مجموعة العشرين إلى قمة وهم مجموعات، إذ يمكن أن نقول إنهم كانوا في قمة واشنطن الأولى مجموعة واحدة في ظل صدمة الأزمة حينها، ثم شبه مجموعة في قمتي لندن وبتسبيرج، ثم مجموعتين في قمة تورنتو، لكنهم اليوم بالتأكيد أكثر من ثلاث مجموعات.. وهنا تكمن المشكلة بالنسبة للكوريين, بأن تكون سيئول مسرحا لإعلان الانقسام في الخطط والأهداف داخل هذه المجموعة الوليدة.