خادم الحرمين الشريفين .. المتابع الأول لجاهزية الأجهزة في موسم الحج

تلبس بلادنا الإسلامية الخيرة في هذه الأيام حلة الحج القشيبة الرائعة، وتستعد لاستقبال أكثر من مليوني ضيف من ضيوف الرحمن.
وتعطي حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز موسم الحج اهتماماً يفوق الوصف، فالحج ركن من أركان الإسلام، والحجاج هم ضيوف على بيت الله الحرام، وهم ضيوف على خادم الحرمين الشريفين، وإذا كان الحجاج ضيوفاً على خادم الحرمين الشريفين، فإنهم ضيوف على كل مواطن سعودي.
ولذلك فإن الاهتمام بالحجاج في المملكة العربية السعودية يبدأ من القمة إلى القاعدة في هذه المملكة المباركة.
إن الحكومة في موسم الحج تجند كامل استعداداتها لجعل أداء هذه الشعيرة المباركة سهلا وميسورا لكل حجاج بيت الله الحرام.
وإذا استعرضنا أهم المشاريع التي قامت الحكومة السعودية بتنفيذها لموسم حج هذا العام فهي كثيرة، لكن يأتي مشروع «قطار الحرمين» في مقدمة هذه المشاريع، وقبل ذلك كان مشروع جسر الجمرات من أهم المشاريع التي تم تنفيذها على الواقع، وكان لتنفيذ مشروع الجمرات الأثر الكبير في حل مشكلة رمي الجمرات وفك الاختناقات حول «الشيطان الأكبر».
وفي هذا العام تنهي حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المرحلة الأولى من مشروع قطار الحرمين الذي يدخل الخدمة لأول مرة في تاريخ الحج، وسيعمل بطاقة 30 في المائة ويخدم ما يفوق 150 ألف حاج. ويستهدف هذا المشروع حل أزمة التكدس والزحمة والمرور في المشاعر المقدسة.
ورغم أن المشروع لم يكتمل, إلا أن المؤشرات الأولية تؤكد أن المشروع سيسهم بشكل فارق في حل هذه المشكلة التي ظلت تؤرق المسؤولين وحجاج بيت الله الحرام سنوات طويلة حتى تم اتخاذ القرار الحكيم من لدن خادم الحرمين الشريفين, الذي أعطى إشارة البدء في تنفيذ المشروع وجعله حقيقة ماثلة تسهم بفاعلية في حل مشكلة التكدس والزحمة.
وستكون المرحلة الأولى من مشروع قطار الحرمين في هذا العام على المحك، لكن هذا المشروع سيكتمل في العام المقبل ليكون علامة من العلامات التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين كي يكون الحج سهلاً وميسوراً لكل حجاج بيت الله الحرام.
والواقع أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين شخصياً بمشاريع الدولة في موسم الحج جعل الحكومة تنفذ الكثير من المشاريع في المجالات كافة بغية التخفيف عن الحجاج وجعل الحج متاحاً وميسوراً لجميع حجاج وضيوف بيت الله الحرام، وبناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين، فإن وزارة الحج وضعت خطة مدروسة ستتضمن ــ في هذا العام ــ تشغيل المرحلة الثالثة من مراحل النقل الترددي، وهي خطوة مرحلية تعمل الوزارة على توسيعها عبر خطط مجدولة ومرحلية لعدة مواسم، حيث يستفيد هذا العام حجاج إفريقيا وحجاج إيران من خدمة النقل الترددي وفق المخطط التنظيمي, الذي قامت وزارة الحج بوضع ملامحه الأولى عام 1425هـ، وجرت التوصية على تنفيذه من قبل هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. وفي خطة الوزارة الكثير من الجوانب المهمة لحجيج هذا العام، ونذكر ــ على سبيل المثال ــ مسألة التوسع في مشروع الحج منخفض التكلفة بعد أن بدأ العمل به في الموسم الماضي 1430هـ وتمت الاستفادة من بعض الدروس التي أفرزها التطبيق في المرحلة الأولى التي بدأت في العام الماضي.
ومن ناحيتها فقد استبعدت وزارة الحج كل مؤسسات الطوافة التي لم تطبق مبادئ الحكومة الإلكترونية من العمل في الحج حتى لا تؤثر سلباً في منظومة الحكومة الإلكترونية التي جرى تطبيقها بنجاح في العام الماضي، وتدخل الخدمة في هذا الموسم بإمكانات أفضل وإنجازات واعدة.
وحرصاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على نجاح موسم الحج فهو دائم الاتصال بكل المسؤولين والسؤال عن مدى جـاهزية مؤسســاتهم لتقديم أفضل الخدمات التي يقدمونها لحجاج بيت الله الحرام. وتقول مصادر الإمارة إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز دائم الاتصال بالأمير خالد الفيصل, الذي أكد جاهزية جميع المرافق والمشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة, وأكد أمير منطقة مكة المكرمة أن المشاريع التي تم تنفيذها ستحقق مكاسب عظيمة للحاج والمواطن والمقيم وضيوف الرحمن كافة.
ومن جهتها, فإن كل الجهات الحكومية في منطقة المدينة المنورة رفعت راية الاستعداد لاستقبال ضيوف الرحمن الممتنين لزيارة مسجد المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم، ويستعد نحو 22 ألف موظف إداري وميداني لتقديم أفضل الخدمات لجميع الزوار والمعتمرين.
ومن يمن الطالع أن يهل موسم حج هذا العام وقد حقق خادم الحرمين الشريفين الكثير من الإنجازات ليس على الصعيد المحلي فحسب، بل على الصعيد العالمي, بنجاحه الكبير في مشروعه الناجح «حوار الأديان».
وأمام إنجازاته المحلية والعالمية اختارته مجلة «فوربس» الأمريكية في المركز الثالث لأكثر القيادات العالمية تأثيراً في شؤون العالم، ولقد بنت المجلة تقديراتها على المهارات السياسية والدبلوماسية والإصلاحية والمســـاهمة الفــــاعلة في تحقيق التنمية المستدامة محليـــاً وعالميــاً، بمعنى أن حنكة خـــادم الحــرمين الشريفين جعلت المملكة صديقة للعــــالم، صديقة بلا أعداء، ويندر أن نجد دولة من الدول في العالم المتوتر الذي نعيشه من دون أعداء، لكن السياسة الرشيدة والحكيمة التي استنها خادم الحرمين الشـــريفين جعلت المملكة تتبوأ هذه المكانة الرفيعة، الأمر الذي هيأها بحكمة قائدها ومهاراته السياسية لبناء علاقلات متينة وروابط ودية توثق علاقاتها مع كل دول العالم.
وإذا حللنا شخصية خادم الحرمين الشريفين نجدها تتميز بميل فطري أصيل نحو السلام والسعي الجاد نحو القضاء على الصراعات بين كل الأطراف ليعيش العالم في سلام، ولعل مبادرته للأشقاء العراقيين خير دليل على هذا المنهج الأصيل الذي يتمتع به جلالته.
وإذا كانت الحكومة تهتم بالحجيج هذا الاهتمام اللامحدود، فإن من واجب كل مواطن ومقيم أن يتجاوب مع التعليمات, فلا حج بدون تصريح، ولا رفث في الحج، وعلى الجميع أن يسهم في اكتمال المنظومة ويعمل برقي لنجاح الحج في هذا الموسم وكل موسم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي