لنسقط تلك الاستراتيجيات وهذا التطور على الخدمات كافة
حمداً لله على نعمه والشكر له على ما وهبه هذه البلاد دولة وشعباً من خدمة حجاج وزوار بيته وبقية المشاعر المقدسة في هذه الدولة الكريمة. والشكر له سبحانه على هذا النجاح الرائع لموسم 1431هـ واللحمة الواضحة والتكاتف الذي تَمثل بصورة هيكلية واحدة تقدم خدماتها لضيوف الله الكرام على مختلف طبقاتهم وثقافاتهم دون كلل أو ملل إلا أن يبيضوا وجوههم أمام الله ثم من ائتمنهم على تلك المهام. فحتماً كان من الواضح أن هناك استراتيجية تناغمت لأجلها القطاعات كافة. كما أبارك للوطن والمواطن اعتماد تطوير مطار الملك عبد العزيز الذي سينضم إلى منظومة الخدمات المساندة لمهمة الحج ناهيك عن المبلغ التقديري الذي أعلنه سمو النائب الثاني وهو 22 مليار ريال لتطوير الخدمات المقدمة لحجاج بيته وزوار حرمه، لتكون مكة كما أعلن سمو أمير منطقتها من أفضل وأجمل المدن في العالم.
ولعلي هنا أطرح تساؤلا أشغلني.. هل نستطيع عكس ذلك على مدن المملكة كافة والخدمات التي نقدمها خصوصاً ومن خلال بواباتها الرئيسة ( المطارات أولاً والمنافذ الحدودية ثانياً)؟!
وأقصد بذلك، وفي ظل إعلان أن تطوير مطار الملك عبد العزيز والعقود الموقعة مع استشاريي الخدمات كخطوة أولى في خصخصة المطارات، أن تتفاعل هذه البوابات مع زائري بلادنا بشخصية وروح واحدة على اختلاف قطاعاتها، فالمطار بأمنه وجمركه وجوازاته وناقلاته الجوية وخدماته المساندة والأنشطة كافة التي فيه من الضروري أن تتناغم وتتحدث اللغة ذاتها أولاً لتعكس حقيقة هذا البلد المضياف على زواره كافة مهما كانت ثقافاتهم ومستوياتهم الاجتماعية، ثم إن هذا التناغم سيؤدي إلى تكامل الخدمات المقدمة لأنها ستتفاعل مع بعضها البعض كمنشأة واحدة وليس سقفاً يحوي عدة قطاعات كل قطاع يعمل بمفرده.
نعم أعلم أن هناك عملا إداريا تنسيقيا لتكامل العمل إلا أنه لا يعكس الصورة الحضارية التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاعل المطار بالخدمات التي يقدمها كشخصية واحدة. فنعلم جميعا أن هناك كثيرا من المسافرين حينما يخطط لسفره يختار مطاراً بعينه، إن لم تكن رحلته مباشرة لعلمه بمستوى الترحيب المقدم له من خلال خدمات ذلك المطار وما سيلقاه من تسهيل لأموره ومتطلباته كافة.
لعلنا في ضوء وضع الاستراتيجيات لخصخصة المطارات (أتمنى كذلك خصخصة المنافذ الحدودية) أن نتطلع إلى كيف يمكننا بناء هويات لمطاراتنا من خلال بناء الاستراتيجيات الخاصة بخصخصتها على مختلف مستوياتها دولية كانت أو إقليمية أو حتى محلية لنستطيع أن نعكس شخصية لكل مطار تتمثل في الخدمات المقدمة وتناغم عناصر منظومتها الخدمية بالقطاعات كافة التي تعمل بها.
وهذا ليس من الصعب فقد عكسته الدولة بأبناء هذا الوطن الكريم في خمسة أيام لأكبر تجمع يشهده العالم في بقعة واحدة لأناسِ جاؤوا ضيوفاً لله من بقاع الأرض كافة. كان السر هو الاستراتيجية الواضحة والتناغم المتكامل والشفافية المعلنة.