وزارة الثقافة والإعلام ورسالة الحج
الحج مع كل ما يحمله من أعمال دينية مقدسة وبكل ما يتضمنه من شعائر دينية تهفو إليه قلوب ملايين المسلمين في أنحاء العالم، هذه القلوب العاشقة لرحلة الحج وأداء الفريضة المباركة التي تعتبر الركن الخامس من أركان الإسلام تنظر للمملكة العربية السعودية بشكل عام ومدينة مكة المكرمة بشكل خاص نظرة تقدير وإعجاب لجهودها في خدمة ضيوف الرحمن، هذه النظرة الإيجابية تعززت هذا العام بشكل لافت، حيث بذلت وزارة الثقافة والإعلام جهودا مباركة وعظيمة في استضافة مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية للقيام بتغطية شعائر الحج وسخَّرت كل الإمكانات لجعل رحلة الإعلاميين ميسَّرة وشفافة في نقل الشعائر وإبراز الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتطوير مختلف المرافق والمشاعر خدمة لراحة ضيوف الرحمن من الحجاج والزوار لمدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وزارة الثقافة والإعلام أعطت هذا العام مساحة أوسع لمختلف مراسلي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لمتابعة نقل شعائر الحج وأخذ الانطباعات المباشرة من الحجاج ميدانيا، حيث أخذ المراسلون راحتهم في التنقل بين مختلف المشاعر، وهذا ساعد على إطلاعهم على الجهود الجبارة التي يقدمها مختلف العاملين في المشاعر المقدسة، حتى أن أحد المراسلين لقناة فضائية أجنبية ذُهل من قدرة رجال الأمن على إدارة الحشود دون كلل أو ملل، بل قال وهو في ذهوله إنهم لم يفقدوا ابتسامتهم وروح العطاء، وأكد كيف أن مختلف رجال الأمن بغض النظر عن رتبهم يقومون بالعمل بكل احتراف ومهنية غير مسبوقة حتى في المناسبات العالمية.
إن جهود وزارة الثقافة والإعلام آتت أكلها بشكل غير مسبوق في حج هذا العام، فقد تفهمت الوزارة الدور الإعلامي الناضج، واقتنعت بأن الإعلام اليوم قادر على الوصول للمعلومات بطريقة أو أخرى، وبدلا من أن تقلل من التغطية الإعلامية ولا تسمح بالشفافية والنقد، فقد عملت بجميع إمكاناتها على دعم التغطية الإعلامية، والسماح للمراسلين بالاطلاع على كل أعمال الحج، حتى إن أحد المراسلين أيضا قال وبشيء من الخجل إنه جاء للبحث عن الأخطاء والنقد وإنه تعود على ذلك عندما كان ينقل أحداث الحج من خلف الشاشة الفضية، وإنه عندما أصبح جزءا من الحدث من خلال العمل الميداني اكتشف حجم الجهد المبذول في تنفيذ المشاريع وإدارة الحشود مع اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وارتفاع متوسط أعمارهم، إضافة إلى ما تقدمه الحكومة من جهود في النقل والإسكان والإعاشة.
وزارة الثقافة والإعلام في المقابل رعت واحتضنت حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري" من خلال التغطية المحلية للقنوات الفضائية السعودية ومختلف صحافتنا السعودية أيضا خصصت العديد من البرامج التلفزيونية في كل قنواتها لإبراز المفهوم الحضاري لشعيرة الحج، وكيف أن العالم اليوم يتابع كل ما يدور في مختلف المشاعر، هذه التغطية التي امتازت ليس بنقل الأخبار ولكن انتقلت إلى تحليل الأخبار وتقويم الأداء والمشاركة في تقديم الحلول، ومع إبراز السلبيات والملاحظات لم تغفل الصحافة والقنوات الفضائية الإيجابيات وإبرازها والمشاركة في الجولات الميدانية، كل هذه الجهود جاءت وفق استراتيجية إعلامية ذات رؤية إصلاحية بنّاءة ورقابة إيجابية؛ مما يعني أن هناك نقلة واسعة ومنظمة في الفكر الإعلامي الإبداعي.
الزائر لموقع وزارة الثقافة والإعلام في مشعر منى لا يكاد أن يفرق بين المسؤولين العاملين في مختلف القنوات، المبنى عبارة عن خلية تعمل بروح الفريق الواحد، الجميع يعمل بتناغم متكامل تحت ضغط النقل المباشر والحجم الكبير للمشاركين من مختلف مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة والأهلية، كل ضيف يستقبل بذكاء وأسلوب ومنهج أرقى إدارات العلاقات العامة في العالم، كل ضيف يعتقد أنه الضيف الوحيد في المبنى، ثم عندما يقترب من استديوهات البث يكتشف أن كل استديو يعج بعديد من الضيوف، وهذا إنجاز يذكر ويشكر لجميع زملائنا في وزارة الثقافة والإعلام.
هذه الروح الإعلامية المتميزة في إبراز الشعيرة الخامسة من شعائر الإسلام، الشعيرة التي جعلت العالم اليوم يلتفت للمملكة كدولة قادرة على توليف القلوب ثم قادرة على إدارة هذه الحشود العظيمة بكل أمن وسلامة وراحة مع ما يصاحبها من معوقات عظام من ضيق المكان وتشعبه ووجود أكثر من 180 جنسية من شعوب العالم بلغات وثقافات ومتطلبات وأعمار مختلفة، ولكن وحّدهم الله - سبحانه وتعالى - برسالة واحدة وشكل واحد وكساهم اللون الأبيض للصفاء والمساواة، هذه التغطية الإعلامية والنقل التلفزيوني المحترف والمعاملة الراقية لمندوبي وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية والإذاعية والصحفية تركت أثرا كبيرا في نفوس من شارك، وشاهد ذلك ولعل حفل وزارة الثقافة والإعلام بعد الحج بضيوفها أبرز كيف كان الأثر الإعلامي في قبول آلاف المشاهدين لهذه الشعيرة العظيمة وإحساسهم كيف أنها حققت المساواة بين شعوب الأرض من المسلمين، وقد أوضح عديد ممن حضروا الحفل من المراسلين الأجانب كيف أن هذا العمل الإعلامي كان سببا في دخول العديد منهم للإسلام، وكيف أيضا ساعد على دخول العديد من أبناء شعوبهم للإسلام وتقبل الآخر للفكرة، شكرا لوزير الثقافة والإعلام وجميع الزملاء على هذه الجهود المباركة التي تعكس المفهوم الحضاري للإعلام الراقي ذي الأهداف السامية والرسالة الواضحة.
وقفة تأمل:
أما والله إن الظلم لؤم
وما زال المسيء هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي
وعند الله تجتمع الخصوم
لأمر ما تصرمت الليالي
وأمر ما توليت النجوم
ستعلم في الحساب إذا التقينا
غدا عند الإله من الملوم