مطار جدة والمرحلة الانتقالية
اعتدنا في كل موسم حج وعمرة سماع قصص مؤلمة عما يلاقيه العائدون عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة. حيث يتكدس دوما أعداد كبيرة من الحجاج والمعتمرين في صالات وممرات وحتى الطرق الخارجية للمطار. الأكثر إيلاما أن أغلب الحجاج والمعتمرين من كبار السن الذين تتضاعف معاناتهم من قضاء ساعات طويلة جلوسا ونياما في أماكن غير مناسبة، هذا إلى جانب الخلل الكبير في مرافق المطار الذي لم يتغير كثيرا رغم مرور نحو 30 عاما على بنائه. في كل سنة تقع هذه المشكلة وتتناولها وسائل الإعلام، تبادر الهيئة العامة للطيران المدني بأنها ليست السبب وتلقي اللوم على جهات أخرى. ولمن يعرف ماهية صناعة النقل الجوي وعدد الجهات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة بترحيل الحجاج والمعتمرين جوا، يلتمس لهيئة الطيران المدني شيئا من العذر. فهيئة الطيران المدني معنية بمرافق وأنظمة المطار كصالات المسافرين ومرافقها وسيور مناولة الحقائب وتوافر المياه الصالحة للشرب والتكييف وغيرها. بينما هي ليست مسؤولة عما يترتب من تكدس يفوق طاقة المطار جراء عدم جاهزية الطائرات مثلا، فهذه مشكلة تتحملها الخطوط المشغلة لتلك الطائرات. ولو أخفقت مؤسسات الحج والعمرة في إيصال المسافرين للمطار في الوقت المحدد سواء بالتبكير أو التأخير لحدثت مشكلة تكدس ليس للمطار شأن بها. ولو تأخرت إجراءات مكاتب الخطوط أو الجوازات في إنهاء إجراءات المسافرين في الوقت المناسب لحصلت مشكلة تراكم ومن ثم تكدس. في اليوم الأول لافتتاح الطرف (5) في مطار هيثرو قبل سنتين ــ الذي عده المختصون المرفق الأكثر تقنية وإبداعا وتكلف خمسة مليارات و500 مليون جنيه استرليني ــ حدث خلل في نظام مناولة الحقائب الآلي مما عطل عشرات الرحلات. لتبدأ مشكلة (عنق الزجاجة) ليتكدس الآلاف من المسافرين. في غير مواسم الحج والعمرة، يتذمر الكثير من المسافرين من سوء المعاملة، وتواضع الخدمات، وبطء الإجراءات في مطار جدة، والمسافر يرمي بالمشكلة على المطار. وبانتظار تدشين المطار الجديد، تستطيع الهيئة خلال السنوات الثلاث القادمة تطوير الصالة الشمالية كما فعلت في الجنوبية، فهناك وسائل وتقنيات بناء مؤقتة وفاعلة، حيث سيزداد حجم الحركة الجوية في السنوات الثلاث القادمة.