«مركز وموسوعة السلام عليك أيها النبي»
سبحان الله والحمد لله وما شاء الله ودعوات وكلمات كثيرة من الحمد والشكر والثناء والتقدير للنعم التي يمنحها الله - سبحانه وتعالى - للبعض منا ويستطيع بعد توفيق الله تحقيق إنجاز يغير به فهمنا ورؤيتنا وواقعنا نحو أمور ديننا وحياتنا الدنيوية بشكل إيجابي ووفق نظرة رصينة موثقة نحو سلوك وحياة نبينا - عليه الصلاة والسلام - وفقا لما جاء في القرآن والسنة النبوية الصحيحة، حقيقة أن الإنسان ليقف عاجزا عن التعبير بشكل يليق بروعة وأهمية وعظمة الفكرة ثم القدرة المتميزة على الأداء والإنجاز وحسن التوظيف للمخرجات بما يخدم الدين الإسلامي العظيم وينصف رسول الإنسانية المصطفى - عليه الصلاة والسلام - ويترك أثره العظيم الإيجابي في السلوك الإنساني.
لقد أمتعني أخي الحبيب الشيخ الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني محب المصطفى - عليه الصلاة والسلام - عندما مكنني أن أعيش معه في رحلته للتعريف برسولنا - عليه الصلاة والسلام. الدكتور الشيخ الزهراني رجل يتقرب إلى الله - سبحانه وتعالى - بالعمل الصالح النافع من خلال العمل الهادئ في إصلاح ذات البين، هذا الإصلاح الإنساني الذي لم يعطله أو يحرمه من قمة العمل الإنساني الذي يمكن لأي إنسان أن يتوج به حياته الدنيا ويجعل عمله صالحا يبقى أجره له ولمن دعمه ما بقيت السموات والأرض؛ تأكيدا لقول المصطفى ــ عليه الصلاة والسلام ''إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له''.
إن مشروع ''مركز وموسوعة السلام عليك أيها النبي'' كما وصفه أحد العلماء بأنه مشروع يشعرك بأنك فعلا كأنك مع رسول الله - عليه الصلاة والسلام - في حياته وعمله وقيامه وصلاته وسجوده وحياته العامة والخاصة ومع أصحابه وأعدائه وزوجاته وأبنائه وعموم المسلمين وغير المسلمين، سلوكا وعملا وعبادة، وأيضا ما ذكره شيخ فاضل آخر بقوله ''إنه إعادة لهيكلة السُّنة ومنهجيتها وتقديمها للعالم بثوب جديد''، هذا المشروع الذي بني في إعداده وتقديمه وكتابته على القرآن الكريم والسُّنة المطهرة من خلال تفسير للقرآن الكريم بأسلوب جديد وطريقة مبتكرة، ومزج ذلك بالسنة المطهرة من خلال مرجعين مهمين، هما، تفصيل التنزيل وإنجاز الإعجاز، كما استخدم أسلوب الشمولية في عرض السيرة النبوية وعدم اختزالها في المغازي والجهاد، فكل حياة المصطفى - عليه الصلاة والسلام - وأقواله وأعماله سيرة عطرة وهدي مبارك، والتزم شيخنا الدكتور ناصر الزهراني في هذا العمل العظيم المبارك القرآن الكريم وصحيح السنة فقط، مع التركيز على كل القضايا والمسائل العصرية ذات الصلة المباشرة بحياة الناس وتوضيح الصورة الشرعية فيها من خلال الوحي المبارك، وبما يسهم في عملية تربية المسلمين من خلال الأخذ بالصحيح عن الرسول الكريم، وهذا العمل يعتبر ردا عمليا حكيما ورصينا وهاديا على كل الدعوات المبطلة والمضللة والاتهامات الموجهة للدين الإسلامي والنبي - عليه الصلاة والسلام.
إن مركز وموسوعة ''السلام عليك أيها النبي'' سيوفر - بإذن الله - مادة علمية شاملة وصحيحة مؤُصلة ومعتمدة من علماء المسلمين في كل شؤون الدين والدنيا والآخرة من خلال التعريف الجاد بالنبي - عليه الصلاة والسلام - ونشر سيرة وبيان خصائصه وشمائله للعالم أجمع بصورة جديدة وفريدة من خلال المركز والموسوعة ومعرض دائم مبتكر يبرز عظمة الإسلام ونبيه - عليه السلام - وكريم أخلاقه وآدابه وشمائله، إضافة إلى مشروع محمد عليه الصلاة والسلام كأنك معه ومشروع كأنك تراه والمتحف النبوي، إضافة إلى العديد مما يمكن الإطلاق عليها مشاريع ذات الصلة بالمصطفى - عليه الصلاة والسلام.
لقد أحسن حبيبنا الدكتور ناصر الزهراني عندما سخَّر علمه ووقته وجهده وماله لإبراز الرؤية المدروسة المتأنية للتعريف برسولنا وحبيبنا محمد بن عبد الله - عليه الصلاة والسلام - من خلال هذا المشروع العالمي النظرة والفحص والتقويم والبحث والعرض، مشروع شامل يدرس كل ما جاء عن المصطفي - عليه الصلاة والسلام - ليكون نقلة نوعية وفكرية تكون منهجا مقروءا جديدا تستفيد منه الأجيال القادمة في معرفتها واقتدائها وعملها وتقليدها رسول البشرية الحديثة - عليه الصلاة والسلام، كما أنه ومن خلال ما تقدمه من مشاريع بمنزلة الرد القوي الهادي الصادق على من حاول أن يشوه صورته ورسالته - عليه الصلاة والسلام - وفي السياق نفسه دعوة لغير المسلمين لمعرفة صفات وخصائص الرسول - عليه الصلاة والسلام - وإزالة ما علق بأذهانهم أو البعض منهم من تصورات خاطئة حول السيرة المطهرة، وأعتقد أن هذا الجهد المبارك سيكون إحدى الطرق الشريانية لدخول العديد من غير المسلمين في الإسلام وتصحيح الفهم الخطأ العالق بذهن بعض المسلمين عن الرسول - عليه الصلاة والسلام.
هذا الجهد المبارك من حبيبنا الدكتور الزهراني يعكس الفهم الإسلامي الحضاري المعاصر لمعنى الاهتمام ببناء الإنسان البناء الراقي المعاصر الفاهم والمستوعب للصفات النبوية في مختلف حياته وتعاملاته الدينية والدنيوية الدالة على فعل الخير والمؤكدة على تكامل وترابط أعمالنا الدنيوية بديننا التي تقودنا نحو تحقيق خيري الدنيا والآخرة، اقتداؤنا بنبينا وحبيبنا المصطفي - عليه الصلاة والسلام، والمتأمل لهذا الجهد المبارك الذي لا يسمح حجم ومساحة المقال في الإبحار فيه وإبراز الدروس المستفادة منه وأثرها الإيجابي في الأجيال الإسلامية بشكل خاص ومختلف أجيال العالم بشكل عام وإعطائهم وإبراز الصورة الحقيقية المعاصرة والحضارية لخاتم الأنبياء والمرسلين - عليه أفضل الصلاة والسلام - في سلوكه وتعامله وملبسه وعبادته.
ولهذا اسمحوا لي أن أتمنى على الجميع زيارة هذا المشروع العملاق حتى يسهل تصور الحقيقة لهذا العمل العظيم مع التأكيد على أهمية دعمه حتى يرى النور كما يجب، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.