أمير الرياض: الاقتصاد بات اللغة التي تفهمها الشعوب

شرفت أمس بلقاء الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ضمن وفد ''الاقتصادية'' الذي شرف بالسلام عليه وتهنئته بالسلامة والاستماع إلى توجيهاته الكريمة وهو أمير الصحافة كما يجب أن يسميه الصحافيون.
لقد كان اللقاء أبويا وحافلا بالكلمات والنصائح ''الذهبية'' التي تجتمع فيها الحنكة السياسية مع الرؤية الاقتصادية والإعلامية، لمهندس العاصمة الرياض وباني نهضتها الاقتصادية.
أكد الأمير سلمان خلال اللقاء أن الاقتصاد اليوم بات اللغة التي تفهمها الشعوب وأنه بات في أحيان كثيرة أهم من السياسة نفسها رغم تأثر كل منهما بالآخر، وطرح أمثلة عديدة حول الأهمية التي بات الرأي الاقتصادي فيها أيضا مهما في بناء حضارات للشعوب وتحقيق النهضات التنموية المستدامة، والتي تحقق في المحصلة الاستقرار السياسي والرفاه الاجتماعي للشعوب.
قال الأمير سلمان إن الأنظمة السياسية وشكلها في العالم اليوم لم يعد الركيزة الأساس والوحيدة لتعزيز الأمن الاجتماعي والسياسي للدول بل أصبح الشكل الاقتصادي والمسيرة التنموية شريكا أساسيا للمحافظة على تلك الأنظمة، وهي نظرة تنم عن بعد نظر من سموه لما آل وسيؤول إليه التأثير الاقتصادي في حياة الأمم.
إن ما نفهمه من هذا اللقاء الأبوي هو أن المملكة قيادة وشعبا أصبحت تدرك الأهمية الكبرى للإدارة الرشيدة للاقتصاد في تعظيم مقدرات الدولة ومكاسبها التنموية، والسير بالشعب السعودي نحو مصاف الدول المتقدمة، خصوصا بعد أن أصبح اليوم شريكا في صنع القرار الاقتصادي العالمي عبر عضوية المملكة في مجموعة العشرين، وعدد من أهم المؤسسات والمنظمات العالمية كمنظمة أوبك أو صندوق النقد الدولي.
لم يغفل أمير الرياض التأكيد على أن النقد الصحافي المبني على وقائع ورؤى محايدة محل اهتمامه الشخصي ويعمل على توظيفه في خدمة الأهداف العامة والبناءة، مشيرا إلى أنه مطلع ومتابع لما يطرحه الكتاب والمحررون في الصحف السعودية بصورة دائمة، ويعمل في أحيان كثيرة على التفاعل معه، إيمانا منه بأن ذلك هو الوسيلة المثلى للاستفادة من هذا الزخم القوي الذي باتت عليه الصحافة السعودية اليوم.
تحري الدقة فيما يطرح ويكتب هي التوصية التي حاول الأمير سلمان التأكيد عليها، موضحا أن كلمة ''محرر'' في حد ذاتها تعني أن يتحرى الصحافي دقة مصادر معلوماته وما يطرحه كي تكون آراؤه محل ثقة واهتمام، وهو بهذه النصيحة يختصر العشرات من المؤلفات العربية والغربية التي تحدثت عن ماهية ''التحرير الصحافي''، وأن الخط الفاصل بينه وبين أي شيء آخر يكتب على ورق هو ''تحري الموضوعية والدقة''.
اللقاء كان مليئا بالود والتقدير الذي يكنه سمو الأمير سلمان لهذا القطاع الحيوي والمهم ضمن منظومة الاقتصاد ألا وهو ''الإعلام الاقتصادي''، ونحن بدورنا نهنئ أنفسنا بهذا الفهم العميق للأهمية التي بات عليها الإعلام الاقتصادي كشريك تنموي أساسي من أمير عاصمة النفط العالمية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي