عشرون شخصا .. يصنعون التغيير!

التاريخ، قريبه وبعيده، مليء بأمثلة على أفراد ليسوا من أصحاب القرار أو أرباب الأموال تحقق بجهودهم المنظمة تغييرا عم نفعه شرائح كثيرة من المجتمع، وفي أحيان كثيرة تقف الأجهزة الحكومية عاجزة عن تحقيق تغيير إيجابي ملحوظ، إما لعدم كفاءة برامجها أو لعدم تعاون المجتمع معها، وهو الأمر الذي يجعل على عاتقنا نحن الأفراد العاديين مزيدا من المسؤولية للمشاركة في تطوير المجتمع وإصلاح شؤونه.
العمل التطوعي المنظم كان، وما زال، في كثير من الدول، سواء تلك الدول الديمقراطية أو غير الديمقراطية، يؤدي كثيرا من أدوار التطوير والتغيير نحو الأفضل، لكنه لن يكون قادرا على ذلك ما لم يكن منظما ومؤسسيا يحمل رسالة خيرية واضحة ومحددة تجذب الناس إليها وتحفزهم لبذل وقتهم ومهاراتهم وأموالهم، وهذا لن يكون إلا من خلال إنشاء الجمعيات الخيرية المتخصصة في مجالات عدة.
إن قرابة السبعمائة جمعية خيرية في السعودية لا يتناسب إطلاقا مع عدد السكان واتساع الرقعة الجغرافية وتباين حاجات أفراد المجتمع، كما أنه عدد لا يعكس ثقافة الشعب السعودي الخيرية، وهذا الرقم إضافة إلى ما سبق لا يدل على صحة القطاع الخيري السعودي، حيث إن نصف هذا العدد تقريبا هو جمعيات خيرية صغيرة ومتكررة في رسالتها، أي أنها قد تضيف رقما، لكنها لا تضيف تنوعا في خريطة العمل الخيري السعودي.
حان الوقت أن نتحمل نحن أفراد المجتمع جزءا من المسؤولية بخطوات منظمة ومدروسة من خلال أعمال مؤسسية وجماعية، ومع انتشار ثقافة التطوع بين أفراد المجتمع بصورة لم يُعهد لها مثيل فإن الفرصة سانحة جدا لكي يترجم أفراد المجتمع من رجال ونساء إيمانهم بهذه الثقافة النبيلة في جمعيات خيرية متخصصة تبقى لهم أثرا وتضاعف لهم أجرا وتخلد لهم ذكرا.
إنها دعوة مباشرة لكل محب للخير ومؤمن بالتطوع بأن يستثمر وقته وجهده وإمكاناته في تأسيس جمعيات خيرية، وأخص بالدعوة شريحيتين: الأولى أهل التخصصات؛ فهم أولى من يتولى الجمعيات المتخصصة، والثانية محبو التطوع من الشباب الذي سيجمع تأسيسهم للجمعيات الخيرية ما قد يتبعثر من جهودهم التطوعية أو تذروه رياح الأيام.
وفقا للائحة الجمعيات الخيرية الصادر عام 1410هـ، فإن الجمعية تؤسس بطلب من عشرين شخصا أو أكثر، سعوديي الجنسية كامِلي الأهلية، لم يصدُر حُكم بإدانة أي منهم في جريمة مُخلة بالشرف أو الأمانة، وذلك بعد موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية على إنشائها.
هل ينطبق عليك هذا الشرط؟
إذاً فكر فيمن حولك، وبادر بطرح الفكرة عليهم وكن واحدا من عشرين يسهمون في تطوير المجتمع ويصنعون التغيير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي