احذروا من الذهب في هذه المستويات
في الآونة الأخيرة، وخصوصا مع القلاقل التي ألمت بعدد من دول المنطقة، ازداد الاهتمام بالذهب كخيار استراتيجي للاستثمار، وذلك باعتباره الملاذ الآمن في حال الهزات المالية. ولكني أرى الاستثمار في الذهب في الوقت الحالي من الاستثمارات الخطرة جدا، وذلك للأسباب التالية:
أولا: أن الذهب الآن في أعلى مستويات في تاريخه (أو على الأقل منذ عام 1971، حيث توجد معلومات عالية التحديث عن سعره)، مما يجعله أكثر عرضة للسقوط في حال تغير نظرة المجتمع الاستثماري.
ثانيا: أن الذهب، عكس الفئات الاستثمارية الأخرى (كالأسهم أو الصكوك أو العقار المدرّ) لا ينتج أي تدفقات نقدية خاصة به، بالرغم من أن التدفقات النقدية المستقبلية هي في العادة الأساس لتقييم أي أصل استثماري. وفي ظل غياب أي تدفقات نقدية مستقبلية من الذهب تصبح قيمته مستقاة فقط من توقع الناس للطلب المستقبلي عليه، وهو أمر يصعب جدا تقديره.
ثالثا: أن الاستخدام الرئيسي للذهب في التاريخ هو كاحتياطي لما تصدره الدول من عملات (ما يعرف بغطاء الذهب)، وهذا كان تاريخيا هو مصدر الطلب الرئيسي على الذهب. ولكن نظرية غطاء الذهب أخذت بالتلاشي مع تخلي معظم الدول عن غطاء الذهب لعملاتها في سبيل سلة من العملات الأخرى (والتي من أبرزها الولايات المتحدة في 1971، وسويسرا في 1999)، وحتى الصين التي تعد من أكبر المشترين للمعدن النفيس لا تملك إلا 1.5 في المائة من عملتها على شكل ذهب. وبالتالي فإن أي فرضية باستمرار صعود الذهب ستستلزم افتراض عودة غطاء الذهب للعملات، وهو أمر مستبعد في الوقت الحالي.
ومن العرض الموجز أعلاه لي بالتوصيات التالية لأعزائي المستثمرين:
• احذروا من الاستثمار في الذهب. بالطبع لا أحد يعلم المستقبل، وبالرغم من إمكانية استمراره في الصعود إلا أن الخطر كبير من تصحيحه. ولمن يرغب بالاستثمار في الذهب كنوع من بوليصة التأمين ضد أي تذبذبات فإني أقترح الاستثمار في البترول والذي يعد أكثر استقرارا من ناحية الطلب والمستويات السعرية.
• من رغب الاستثمار في الذهب ينبغي أن يحدد مستوى لوقف الخسارة ليقوم بالبيع تلقائيا متى وصل إليه منخفضا. وذلك لكيلا يتعلق المستثمر بتصحيح سريع للذهب.
• وفي النهاية، تزداد المخاطر بشكل كبير إذا كان المرء مستثمرا بتمويل، خصوصا إذا كانت نسبته كبيرة بالمقارنة مع حجم رأس المال.