جمـس سلـــوم!
ابنه الآن يقود سيارة! وكان حريصاً قبل أن يشتري له واحدة على ضمان أن تكون من النوع الشرس.. المكشر عن هويته بـ "وجه" لا يقبل "الحَرش"! وإلا.. كيف سيدافع الابن عن نفسه في شوارع الرياض؟! .. أيّ وحش في شوارعنا سيرحم هذا المبتدئ؟
ولو ترك الأمر لوالده لاشترى له "دينــّـا".. ولكنه اضطر لاستبعادها تماما، حتى لا يصبح نقل الأثاث هواية الولد الرئيسة بعد دوام المدرسة!.. أنهكه البحث في الموديلات الأخرى.. وعجز عن استيعاب الفروق في الأسعار! فلم يجد بدا من أن يتوجه حينها إلى ماركة واحدة نعتبرها جزءا من الهوية السعودية.. مع احترامي لضواحي ولايات أمريكا! إن الحديث هنا عن المارد الأليف الـ "جمس".. وكنا قد تفضلنا على أمريكا وشعبها بدمج G M C ، الحروف الأولى من شركة جنرال للمحركات، وحولناها إلى "جمس" وليس "جمك"! فكان أن روضناه.. واستأنسناه.. ولو قدر لبعضنا أن يشاركه (ربع بخاري مرشوش).. لفعل!
رغم وجود الحبيب "جمس".. إلا أن والده لا يزال قلقا عليه! ولكني أعود كثيرا لأثني على قرار الأب بشراء هذا المستأنس لابنه! فثقافة السواقة لدينا هي عبارة عن حالة تعميم! فالكل تقريبا يتحاشون السيارات ذات الحضور الحديدي.. والكل تقريبا عندما تحين ساعة الاحتكاك.. ينتقي أصغر سيارة و "يلحّم" فيها!
مروريا، يبدو أن مشروع ضبط السرعة (ساهر) قد وفق إلى حد كبير في الحد من التهور والـ "تكييم" رغم غموض تكنيك "الكمين"، كما ساهم أيضا في التقليل من رياضة قطع الإشارات المنتشرة في شوارع وتقاطعات بلادي الحبيبة! إلا أن ذات الكاميرا.. ما زالت عاجزة عن التقاط المعترضين أمام السيارات، والسادّين لمنافذ الاستدارة، والمتوقفين بشكل خاطئ كالازدواج والإغلاق إلخ! لدرجة أن بعضهم لا يمانع في تركك محجوزا نهارا كاملا بينما يستمتع هو، وبمنتهى الأنانية، بإنهاء معاملة لن تنتهي قبل الثانية ظهرا أو الدردشة مع قريبه الموظف في الدائرة الحكومية بعد تسليمه بطاقة دعوة لعرس قريب أو قريبة!! وهنا لا غنى لإدارات المرور عن تمرير دوريات لا غاية لها سوى ردع كل مخالف من هذا النوع في مكان الحدث.. الشارع. وهو إجراء لا يقل في الأهمية كثيرا عن تغريم قاطع الإشارة في تصوري! وأحسبه أهم كثيرا من الانغماس في جني مردود بملايين الريالات يوميا من مخالفات السرعة التي ما زالت تحتمل قولين.. وأكثر!
إلى ذلك الحين، لك أن تتساءل: ما الذي يكفله الـ "جمس" لك.. ولابنك في هذه الحالة أيضا؟
ــ سيتحاشى المستهتر الوقوف خلف "جمس" ــك واعتراض سبيل مغادرتك، حتى لا يتعرض للإبعاد بقوة الفولاذ!
ــ ما إن يلمح المستهتر مقدمة "جمس"ــك، إلا وسيفكر ألف مرة قبل إغلاق منطقة الالتفاف عليك وعلى من هم بعدك من محبي بطولات هيبتك، فـ "جمس" ـك سيمهد لهم الطريق للعبور بعد فرار المستهتر!
ــ سيتفادى كل أرعن ومستخف اتباع قانون الـ "حـدّ" مع سلوم ومن في ذمته من نساء وولدان، في الجمس! والحد هنا بمعنى إرغام سائقي السيارات الصغيرة على الخروج عن مسارهم والانعطاف على هوى الحاد.. حتى لو كانت الوجهة.. هاوية!!
سأكتفي بهذا القدر..
انتهت المساحة.. آملا للجميع سلامة في القيادة والوصول.. والإياب!