لم يفهم أحد!
سمعتم، كما سمعت، عن ضعف الإقبال على الانتخابات البلدية عموما، ولهذا سبب بسيط! أن الاحتفالية الاستقبالية (لمفهوم الانتخاب) انقضت قبل أعوام، وما يجري حاليا من انتخابات للتجديد يمثل امتدادا للغز الأحجية التي لم يفهمها أحد! والأسئلة تنحصر فيما يلي: من هو عضو المجلس البلدي؟ ما دوره؟ أين يمكن أن ألتقي به بعد انتخابه؟ ما خططه؟ كيف سيعيننا على تطوير أحيائنا الخالية من كل شيء تقريبا.. سوى من منازلنا؟! ما حقوقي وواجباتي عليه؟ .. إلخ!
الجواب عن كل هذا: لا أدري.. لا ندري... وربما.. لا يدرون!!
العملية ارتسمت في أذهاننا بشكل يطابق الصورة المرتسمة لدينا عن عمل اللجان! فهي واجهات للتعارف والعلاقات العامة بين الأعضاء والجهة التي "يتلجننون" لصالحها.. وتمتد إلى طرف ثالث يسمى الوفود الزائرة!!
أما أنا وأنت وكل أنواع المواطنين الكادحين .. فخارج الدائرة تماما!!
فلماذا أقبل على انتخابات لا أفهم مؤداها ولا أهدافها.. ولا حتى تطلعاتها!
أقترح أن يعود الجميع لدائرة الترشيح المباشر، ولا داعي لكل هذا الزحام في ظل انعدام الفهم والانسجام! فاجئونا، أرجوكم، بترشيح من ترونه مناسبا.. وسنعرف بطريقتنا التقليدية عن تعيين من رشحتم بمتابعة التهاني في الصحف المحلية.. وشكرا!
من جهة أخرى..! لم يفهم أحد كيف ستحتوي وزارة التربية تفعيل القرار المنتظر، منذ سنوات، من البدء في تدريس الإنجليزية لطلاب الرابع الابتدائي؟! كيف ستتصرف الوزارة ونحن ننهي عاما دراسيا وننتظر جديدا خلال أقل من شهور أربعة!! كيف ستخرج بمقرر للرابع والخامس الابتدائي في هذا الوقت الوجيز؟ وكيف ستطور مقرر الصف السادس الذي يعاني من حاجة ماسة للمراجعة!؟! ومواءمته بحيث تتسق أهدافه المنهجية مع عامين سابقين له في التدريس؟!
على المستوى الشخصي، ورغم ابتعادي عن التعليم منذ سنوات.. إلا أنني تقدمت بورقة علمية، قبل عامين، كرستها لدراسة الجوانب التي تحتاج إلى معالجة في المقرر.. وأخشى أن تتكرر نفس المعضلة في المقررين الجديدين بسبب الاستعجال في الخروج بكتاب أعده أساتذة كبار.. على افتراض أن من سيقوم بتدريسه مؤهلون بالكامل لاستيعاب النظرية التفاعلية في التعليم!! متناسين أن الغالبية سيكونون، في تقديري، من حملة الدبلوم.. وأن التعويل على الموهبة الفطرية للسواد الأعظم منهم.. هو في واقع الأمر تخمين مغرق في السذاجة!
الخلاصة في الأمرين غير المفهومين! أن أحبتنا في الجانبين.. بحاجة إلى استيعاب أن العفوية مطلوبة في الإبداع الفني فقط! أما الأعمال التي تتصل مباشرة بالجماهير واحتياجاتهم الخدمية والتعليمية والصحية وما شابه، يجب أن تكون مقروءة وواضحة ومفهومة من الجميع.