اقترب عنق الزجاجة

يقترب موسم الإجازة السنوية في المملكة مع اقتراب نهاية العام الدراسي وتزامنه مع ذروة فصل الصيف ورغبة الأسر السعودية في الرحيل خارج المملكة بحثا عن أجواء معتدلة يقضون فيها شهرا واحدا قبل أن يحل عليهم شهر رمضان الكريم. وتشهد الأيام الأخيرة لشهر شعبان طلبا كبيرا في رحلات العودة لرغبة المصطافين الاستفادة القصوى من إجازتهم السنوية والرغبة في بدء وقضاء صيام الشهر الكريم في الوطن. سوق السفر الجوي عالميا يتأثر كثيرا بالأحداث العالمية، ولهذا فإن أحداث الشرق الأوسط ستغير كثيرا نمط الوجهات لهذه السنة، حيث سينخفض كثيرا الطلب على مصر وسورية وكذلك لبنان. موسم الإجازات السنوية في المملكة يشتهر بسوء جودته النوعية، وأكبر مؤشر على ذلك مواضيع أعمدة الكتاب في الصحف اليومية، حيث يتعرضون أنفسهم لمشاكل السفر المتعددة التي تشترك في وقوعها المنظومة المتكاملة من الخطوط الجوية والمطارات ووكالات السفر وغيرهم. لا يمكن لأي خطوط جوية أن يكون لها أسطول من الطائرات كافيا للتعامل الكلي مع حركة سفر موسمية وذات ذروة عالية. ولذلك فإن ''الخطوط السعودية'' تعد الخطوط العربية الأشد معاناة من تشوه سوقها المحلي والدولي، حيث الذروة الشديدة في مواسم الحج والعمرة والإجازة الصيفية. ثم تأتي أشهر تتدنى فيها الحركة الجوية خاصة الدولية، حيث تعاني الطائرات نسبة إشغال متدنية جدا للكثير من الوجهات. هذا الصيف سيشهد نموا محتملا في أعداد المسافرين إلى وجهات بعيدة ومتوسطة، ما سيشكل عبئا على ''الخطوط السعودية'' التي لا تزال قدرة أسطولها الاستيعابية أقل بكثير من حجم سوقها. كما أن المطارات لدينا وإن كان بعضها يعمل بأقل من طاقته الاستيعابية، إلا أن سوء الإدارة والتنظيم دائما ما يأتي بحالات تكدس وفوضى في مطاراتنا الدولية. قد تضطر الخطوط السعودية إلى خطة جديدة للرحلات الدولية لموسم الإجازة الصيفية يعتمد على انطلاق الرحلات من المطارات الإقليمية الجديدة. فمطارات ينبع والقصيم وتبوك وأبها وعرعر يمكن أن تقوم بالتعامل مع الرحلات الدولية بسهولة من خلال إلحاق إدارات متنقلة من كوادر الأمن والجوازات والجمارك، حيث سيتحقق للمناطق التي بقرب تلك المطارات سهولة أكبر في الوصول إلى الوجهات النهائية، ويكفيهم عناء الترانزيت عبر المطارات الدولية الثلاثة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي