96 % من الأغنام في السعودية تعيش على الرعي التقليدي في البادية
أكد الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم وزير الزراعة على حرص الوزارة على دعم الانتاج المحلي من الأغنام عن طريق تحسين بيئة الانتاج والارتقاء بها من التقليدية إلى الانتاج الاقتصادي وفق الاشتراطات البيطرية والصحية والعمل في ذات الوقت على فتح المزيد من الأسواق للإستيراد بهدف منع أرتفاع الأسعار وتوفير كميات من اللحوم الحمراء لمواجهة الطلب المحلي.
وأوضح في كلمته خلال افتتاح الندوة الثانية لإنتاج الأغنام بالمملكة التي نظمتها الوزارة اليوم بالتعاون مع غرفة الرياض التجارية والصناعية بمقر الغرفة في الرياض أن قطاع الثروة الحيوانية بالمملكة يسهم في توفير نسبة كبيرة من الاحتياجات الغذائية للمواطن والمقيم والزائر ويحقق بنسبة عالية من الأمن الغذائي بدلا من الاعتماد الكلي على الاستيراد من الخارج منوهاً بالدعم الكبير للقطاع الزارعي بشكل عام والقطاع الحيواني بشكل خاص من الدولة وتشجيعها للمستثمرين للإستثمار في هذا القطاع الحيوي.
وشدد الدكتور بالغنيم على حرص وزارة الزراعة على مراقبة الأوضاع الصحية والانتاجية للثروة الحيوانية بالمملكة سواء القائمة على القطاع التقليدي أو القطاع الانتاجي وحرصها على تنميته وتطويره وتوفير الكوادر المتخصصة لتقييم مساره ومتابعة مشاريع قطعان الأغنام وتقديم جميع الخدمات البيطرية والوقائية والعلاجية والارشادية إضافة إلى توفير اللقحات والأدوية البيطرية وفقاً لأمكانات الوزارة والقيام بأعمال الإشراف على تنفيذ برامج التحصينات الدورية ضد الأمراض في إطار الحفاظ على الثروة الحيوانية بالمملكة.
وقدر العدد الاجمالي للأغنام بالمملكة التي تشمل الضأن والماعز بنحو 17 مليون رأس من بينها 3.8% يتم تربيتها في مشاريع متخصصة فيما النسبة العظمى تتبع للقطاع التقليدي والبادية والتي تستحوذ على أكثر من 16 مليون رأساً لافتا النظر إلى أن المملكة تستورد نحو 5 ملايين رأس سنوي من الخارج. وأشار إلى أن الوزارة رفعت إلى المقام السامي استراتيجية متكاملة لتنمية قطاعي الإبل والأغنام أعدت من قبل مختصين من الوزارة وباحثين من جامعتي الملك سعود والملك فيصل ومن القطاع الخاص تتضمن العديد من البرامج التنفيذية المقترحة التي تستهدف تنمية قطاع الابل والأغنام بالمملكة خلال فترة مابين 5 إلى 10 سنوات إضافة إلى القيام بالمراجعة النهائية لاستراتيجية طويلة الأمد للتنمية الزراعية المستدامة بالمملكة للسنوات القادمة حتى العام 1430 هـ.
وكانت الندوة قد بدأت بآيات من الذكر الحكيم تلاها كلمة لرئيس مجلس إدارة غرفة الرياض عبدالرحمن الجريسي أكد فيها على أهمية موضوع الندوة لما في ذلك من أهمية اقتصادية واجتماعية للكثير من المواطنين الذين يعتمدون على تربية الأغنام والمواشي بشكل عام كمصدر رزق لهم مشيراً إلى أهمية التعمق في بحث هذا الموضوع لبحث سبل استفادة القطاع الخاص منه وبالتالي تحسين البيئة الانتاجية لقطاع الأغنام خصوصا بالمملكة. كما تحدث خلال الندوة رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة سمير قباني الذي أشار بوضوح إلى أن الارتفاع في أسعار الأعلاف قد نجم عنه ارتفاع كبير في أسعار اللحوم بالمملكة.
ودعا إلى ضرورة العمل من أجل تحسين بيئة تربية الأغنام بالمملكة ونقلها من الطرق التقليدية إلى طرق انتاجية وجذب المزيد من الاستثمارات في هذا المجال.
وشدد على ضرورة حسم موضوع ارتفاع أسعار الأعلاف لما لذلك من تأثير كبير على أسعار اللحوم الحمراء بالمملكة إضافة إلى ضرورة العمل من أجل تغيير النمط الاستهلاكي السائد في المملكة واتخاذ أنماط أكثر اقتصادية. عقب ذلك جرى حوار مفتوح بين حضور الندوة ووزير الزراعة أجاب فيه على أسئلة الحضور ومداخلاتهم.
وعن عدم تقديم قروض لصغار المربين من صندوق التنمية الزراعية أكد الدكتور بالغنيم أن الصندوق لاحظ من خلال المتابعة الدقيقة أن غالبية تلك المشاريع تتعثر ولذلك أجرى دراسة متخصصة لمعرفة أسباب ذلك وسبل معالجتها وقدم مبادرة لتنمية قطاع الثروة الحيوانية بالمملكة ضمن مبادرات الصندوق السبع ، لافتا النظر إلى أن وزارة الزراعة قدمت بدورها استراتيجية تتناول قطاع الإبل والأغنام بالمملكة. وحث الوزير المستثمرين على الاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية بالمملكة وذلك لجدواها الاقتصادية من ناحية ولتحسين البيئة الانتاجية في المملكة من جهة أخرى ونقلها من التقليدية إلى القطاع الانتاجي الاقتصادي.
وكشف عن تشجيع الوزارة كذلك على انشاء جمعيات مهنية لمربي الماشية في قطاعات الثروة الحيوانية المتعددة. وأفاد أن هناك تنسيقا مع الهيئة السعودية للحماية الفطرية للاستفادة من أراضي المحميات لصالح مربي الماشية باعتبارها مناطق رعوية وفق ترتيبات معينة مبيناً أنه تم التنسيق كذلك مع وزارة الداخلية للاستفادة من بعض المناطق الرعوية وتنظيمها وخاصة في منطقة الدهناء بهدف إحداث عملية توازن في المناطق الرعوية وعدم المبالغة في الرعي بها.
ورأى الدكتور فهد بالغنيم في حواره المفتوح أن تقديم بعض الخدمات خاصة وسائل التلقيح الصناعي وأجهزة كشف الحمل والاستفادة من مخلفات الثروة الحيوانية ستكون مناسبة أكثر للقطاع الخاص الذي يمكنه تقديم مثل هذه الخدمات مقابل رسوم. كما كشف وزير الزراعة النقاب عن توجه الوزارة لتخصيص أراضي قرب المدن والمحافظات لاقامة حظائر و"أحواش" لكي يستفيد أبناء البادية والمربون منها لاقامة حظائرهم للتربية.
وبين أن الوزارة قامت بوضع معايير محددة لاستقدام العمالة الزراعية وهي الموكلة بوزارة العمل ،مشيراً إلى أن وزارة الزراعة تقدم خطابات التأييد للمزارعين لمساعدتهم في الحصول على التأشيرات المطلوبة ولذلك قامت بوضع المعايير التي تحدد بالضبط العمالة المطلوبة لكل مشروع زراعي وقدمته لوزارة العمل التي باتت على إطلاع باحتياجات المشاريع الزراعية من العمالة. ولفت الدكتور فهد بالغنيم النظر إلى أن وزارة الزراعة ستقوم بإنشاء بنك خاص بالسلالات الحيوانية في المملكة في محافظة الخرج لحفظ أصول الثروة الحيوانية بالمملكة خاصة في ظل ما تستورده المملكة من ماشية حية تبلغ نحو 5 ملايين رأس سنويا.
وشدد على أن وزارة الزراعة قامت بفتح المزيد من منافذ الاستيراد من الدول بهدف الحد من إرتفاع الأسعار لافتا إلى أنه في مقابل ذلك ستطبق جميع الاشتراطات الصحية والبيطرية في القطعان المستوردة لمنع انتقال الأمراض من الحيوان إلى الانسان. وتم في ختام الحفل تكريم رعاة الندوة فيما قدمت غرفة الرياض التجارية والصناعية هدية تذكارية لمعالي وزير الزراعة. عقب ذلك بدأت وقائع جلسات الندوة التي تضمنت 6 أوراق عمل بحثت برنامج تأصيل السلالات والتحسين الوراثي وسبل النهوض بقطاع الأغنام والأمراض التي تصيبها إضافة إلى عرض الخطة الوطنية للأعلاف والتحديات في مجال تربية الأغنام والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان بمشاركة العديد من المتخصصين والباحثين من وزارة الزراعة والشركات المتخصصة في هذا المجال .