الخطوط الاقتصادية في مرحلة التصفية (2)

في المقال السابق تم التطرق إلى تنافس الخطوط الاقتصادية في دول الخليج العربي، هذا التنافس بالإضافة إلى الجودة، يتمثل أيضا في القدرات الإدارية والموقع الجغرافي لتلك الخطوط. التفاوت في القدرات الإدارية يتمثل جليا في بعض الشركات التي تدار من مجالس الإدارات، حيث يكون للعلاقات الخاصة دور في اختيار متخذي القرار الذين قد يأتون من بيئات عملية سابقة ليس لها علاقة بصناعة النقل الجوي التي تعتمد على الاحترافية. ومن ثم تعمد تلك الإدارات إلى سياسة قديمة هي الاستعانة بالأجنبي وإطلاق العنان له في تلك الشركات، حيث القليل منهم من ذوي الإخلاص والأمانة وتغليب مصلحة الشركة على مصالحة، كما أن الكثير منهم يدركون أن بقاءهم مرهون بتمجيد وتنفيذ رؤى رؤساء وأعضاء الكثير من مجالس الإدارات الذين يعتقدون أنهم يعرفون جميع الصناعات وتجدهم يتكلمون أكثر مما ينصتون. نتائج التفاوت في القدرات التنافسية سيظهر جليا في المستقبل القريب حينما يتم تدريجيا التخلي عن حماية ما يعرف بالناقل الوطني وخير مثال على تحقق ذلك نجاح خطوط الجزيرة في الحصول على حق الهبوط في مطار القاهرة أسوة بالناقل الوطني الخطوط الكويتية. وتعتبر محطة القاهرة ومحطة لندن وجهتي السفر الأكثر كثافة لسوق السفر الجوي في دولة الكويت. خطوط (فلاي دبي) وهي اللاعب الأقوى بين تلك الشركات وينقصها فقط تطوير قاعدتها في دبي المتمثل بالصالة رقم (2) الواقعة على الجانب الآخر للمدرج. هذه الصالة متخلفة كثيرا من حيث التجهيز وعوامل الرفاهية عن المطار الأم الذي يعتبر من أسباب الجذب لاختيار دبي كمحطة ترانزيت. ومن خلال هذا المقال أنصح (فلاي دبي) بإنشاء أول مطار اقتصادي في الشرق الأوسط في نفس المكان يعتمد على تقنيات المباني الخضراء وتتوفر فيه وسائل الراحة والتسوق والترفيه. بالإضافة إلى طيران الجزيرة وفلاي دبي، يتوقع أن تعمد مصر للطيران بإنشاء خطوط اقتصادية؛ لأنها تملك الطائرات ولديها مزية تتفوق بها على دبي والكويت كونها البوابة الأقرب لأوروبا وإفريقيا الناشئة. ولو تحقق لقطاع الطيران المدني المصري كفاءات شابة قادرة على قتل موروث البيروقراطية لاستطاع مطار القاهرة أن يكون منافسا لمطار دبي من حيث القدرة على تملك حجم ضخم من عابري القارات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي