السفر.. والأنثى!

لماذا يبدو السفر أهم للأنثى منه للرجل؟
ولماذا تبادر المتزوجة التي تلتقي بمتزوجة أخرى.. لو في صالون تجميل.. للتساؤل: (يسفّركم؟).
ولم، يا ترى، تشترط المقبلة على الزواج، في أحيان كثيرة، أن يكون العريس (راعي سفر عائلي؟).
أتساءل كثيراً.. ما حجم الراحة النفسية التي يكفلها السفر للأنثى؟
ولم أصبح فتيل خلاف.. وانشقاق.. أخذ الكثيرات إلى حد المطالبة بالطلاق؟
أعتقد أن لدي جزء من التفسير.. ولكن الأصدق باقٍ وكامن في صدور آلاف الزوجات والأمهات، وربما من سيجد في هذا المقال، من القراء، ما يستحق التعليق!
عموماً... أجد جزءًا من التفسير لما يجري عند الأنثى في أسباب نوعية، منها:
النوع الأول: هناك امرأة سعودية شابة سافرت كثيراً مع ذويها، وارتأت أن في هذا متعة كبيرة! ولذا تحرص كثيراً على الاقتران بمن يهوى الترحال صيفاً، وقد تواجه مشكلة حقيقية مع زوجها إن هي اكتشفت أنه لا يحب السفر العائلي ومهماته المنهكة.
النوع الثاني: هذه غيورة.. وتحب أن تجرب ما جربته أخريات، قياساً على ما تناهى لأسماعها من قصص ممتعة نسجت بخيوط الخيال، وربما دعّمت بالفوتوغرافيا لتأصيل الفرق بين و.. (بين)! وهذه لا سبيل لها سوى الزن على أذن الزوج حتى تسافر.. أو تسافر أيضاً! ولكن إلى بيت ذويها!
النوع الثالث: وهذه ناقمة.. أو "شايلة" بالتعبير الشعبي.. حيث يسافر زوجها كثيراً.. بعلمها.. للعمل أو لـ "الترفيه"! وفي تصورها، لست هنا لأحكم، أنها تطالبه بحق من حقوقها.. والويل له إن رفض!
النوع الرابع: أما هذه.. فحاقدة! وعذرها أنه يسافر دون علمها وبمنتهى الأنانية.. إلى كل شبر في الأرض! وهذه تحديداً هي من يسأل الجارات والزميلات وحتى العابرات.. قائلة:(يسفّركم؟)!
النوع الخامس: وهي الشاردة.. تلك التي لا تشاور أصلاً! بل تذهب مع السائق وتشتري تذاكر لها.. وربما لأبنائها.. وتخبر الزوج ليلاً بموعد السفر، كي يبادر في الغد ويشتري لنفسه تذكرة، ولا بأس إن قرر البقاء!!! فهي تعتبر السفر قرارها وحدها.. وتم الإبلاغ لرفع العتب.. وللتهيئة لمشوار المطار.. للتأشير، من بعيد، لضابط الجوازات.. والقول: (عيالي.. عيالي.. طال عمرك)!
عشق النساء للسفر ينطوي على صورة تتجاوز التناقض، تلك التي كثيراً ما تستخدم كبطاقة اعتراض للإشهار في وجه الرجل! فالكثير منهن يردن السفر لأن البيت، في المقام الأول، مكان غير مريح لها أيضاً! والظن الدافع لكل هذا هو ظن صوري فقط، ولذا تجد التخبط السنوي قائم في اختيار الوجهة الجديدة، والاتكاء كثيراً على تحديد البلد من باب.. "يمدحون"! هذا مردود، في اعتقادي، إلى أن عدداً كبيراً من النساء السعوديات لا يحببن بيوتهن! وأنهن مشغولات أكثر بخارج البيت.. من داخله! الأنثى منغمسة كثيراً في التخمين لنبوءات مثل: ماذا فعلوا؟ ماذا جلبوا؟ أين سافروا؟ كيف عاملهم؟ هل خاصمهم؟ كيف صالحهم؟... إلخ. ومن جهة أخرى، تلعب نرجسية الأنثى في أحيان كثيرة، دوراً أساسياً في تمكين الفكرة. فالأنثى تصاحب نفسها كثيراً، وتركن للتجريب في المناطق الآمنة (البيت، الزوج، الأولاد).. ولا أسهل من إصابتها بالذعر لأي اختلاف، حتى لو كان مغادرة خادمة.. وقدوم يوم جديد دونها!!
أدركتني المساحة.. ويبدو أني سأضطر للمتابعة في الأسبوع القادم!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي