السرية والخصوصية عند استخدام الإنترنت في الأماكن العامة
في هذه الأيام يبدأ موسم السفر والتنقل بين صالات المطارات أو الفنادق وارتياد المقاهي، حيث لا يخلو أي منها من النقاط الساخنة للاتصال بالإنترنت Wi-Fi hotspots، والجميع يبحث عن توافرها لتسهل عليه قضاء بعض الوقت في تصفح الإنترنت أو لإنهاء بعض الأعمال ومتابعة البريد الإلكتروني.
ولكن هل منا من تساءل يوماً عن مدى الأمان والثقة بمثل هذه الشبكات؟ والإجابة باختصار تتوقف على ما إذا كانت هذه الشبكات مشفرة أم لا. فعملية التشفير ببساطة هي عملية تحويل البيانات إلى رموز معينة حيث لا يمكن فهمها من قبل الأشخاص غير المصرح لهم، وذلك لاعتماد عملية التشفير على استخدام مفاتيح وخوارزميات رياضية معقدة تجعل من الصعوبة فك هذه الرموز.
ويبقى السؤال الأهم: كيف نحافظ على سرية وخصوصية بياناتنا في أثناء استخدامنا مثل هذه الشبكات؟ وللإجابة عن هذا التساؤل يجب أولا على مستخدمي هذه النقاط أو الشبكات معرفة ما إذا كانت هذه النقاط مشفرة عن طريق التحقق من أن الاتصال آمن، ففي حالة أن الاتصال غير آمن وتظهر كلمة unsecure، فإن ذلك يوضح بالتأكيد أن النقاط غير آمنة، وهذا يعني أن أي شخص داخل نطاق هذه الشبكة يمكنه الوصول إلى محتويات جهازك الشخصي، خصوصا مع توافر عديد من البرمجيات المجانية التي تسهل التتبع والتنصت على تصفحك وتمكن من مشاهدة ما تكتبه في أي موقع ما لم يتم تشفيرها عن طريق بروتوكول https، وباختصار تجنب استخدام أي نقطة ساخنة لاسلكية مفتوحة Unsecured Wi-Fi hotspots.وتعد مواقع البريد الإلكتروني من أكثر المواقع التي يجب الحذر عند استخدامها، فبالرغم من أن هذه المواقع تعمل على تشفير وتأمين صفحات الدخول على حسابات البريد الإلكتروني عبر استخدام https، ولكن عند البدء بتصفح البريد الإلكتروني يتم الانتقال إلى النمط العادي غير المشفر http، والسبب يعود إلى التكلفة في الاستخدام وزيادة متطلبات موارد الكمبيوتر بشكل ملحوظ، إذا فمواقع البريد الإلكتروني تقوم بحماية كلمة السر، ولكن يمكن من خلال شبكات الواي فاي غير الآمنة عرض وتصفح بريدك من قبل أي شخص يشاركك الوصول لهذه الشبكة أو النقطة.
وأتمنى للجميع تصفحا آمنا عبر النقاط الساخنة اللاسلكية التي أصبحت ضرورة ومصاحبة لنا في حياتنا اليومية موفرة السهولة والراحة للوصول للإنترنت.
متخصص في أمن المعلومات والتعاملات الإلكترونية