ضفادع تشبه الكثير
قرأت عن تجربة قام بها فريق علمي بإشراف العالم النفسي جريجوري باتيسون، فقد قاموا بصناعة بحيرة صناعية للضفادع ووضعوا أسفلها وسيلة تسخين، ثم قاموا بتربية بعض صغار الضفادع في هذه البحيرة التي تعد وسطا بيئيا يمكن التحكم فيه، وكان اهتمام العلماء ينصب على معرفة درجة الحرارة المتوقعة التي ستسشعر عندها الضفادع بالسخونة وتقفز خارج البحيرة إلى بر الأمان، لكن العجيب أن الضفادع لم تبد أي تفاعل مع زيادة السخونة أو استشعار للخطر لأنهم ببساطة ظلوا يتكيفون مع ازدياد الحرارة حتى أبطأت قوة الحرارة من قدرتهم الجسدية وشيئا فشيئا توقفت حركتهم تماما وعجزوا عن النجاة من سخونة البحيرة الشديدة.
ما أشبه ذلك بمجموعة كبيرة من الأشخاص القابعين في كهوفهم ببلادة، الذين يكيفون أنفسهم على الكسل ليتجنبوا التغيير، ويستمرون في تجاهل علامات التحذير حتى تقوم الحياة فجأة بتوجيه ضربات شديدة لهم تجبرهم على التغيير.
لكن لماذا الانتظار حتى تقع كارثة لنتحرك، ما دام الواحد منا يستطيع أن يأخذ حذره ويراقب المتغيرات دوما ويستلم الإشارات مبكرا؟ أليس ذلك أفضل من التنبيه العنيف للاستيقاظ؟
إن تكاسلنا له عواقب وخيمة، فعندما تكبت الطاقة الخلاقة التي منحها الله لنا ويتم قهرها بواسطة تفادي إطلاقها تكون النتيجة على شكل سلوكيات انهزامية غير واعية تنذر بصدمة عيش في المستقبل، فالطعام إذا ترك فترة طويلة في الفريزر سيفسد ولا بد من التقليب المستمر أو التسخين، وكذلك كل شيء على وجه الأرض، فحتى تستمر الحياة بنشاط فلا بد من التجديد المستمر وتخطي العقبات واقتحام المرتفعات من أجل تحقيق أحلامنا.
عندما تصاب حياتك بالركود لا تضع وقتا طويلا في التفكير والتأمل والتحليل، فهناك فريق من الناس لديهم رغبة في الاستغراق في التفكير في مشكلات حياتهم وبعد أن يمضوا وقتا طويلا في التفكير لا يصلون إلى حل، أما الفريق الناجح فإنهم عندما يتعرضون لشيء يعوق تقدمهم فإنهم يمتلكون مهارة سرعة اتخاذ القرارات التي تساعدهم على التغلب على حالة الكسل والركود باتخاذ أي خطوة عملية صغيرة إلى الأمام بدلا من استغراق الوقت في التفكير من دون تحرك.
ما رأيك أن تجعل رمضان نقطة تحول؟
اقفز خارج البحيرة الآن وافتح مسارات جديدة في حياتك، إنها دعوة لانتشال النفس من دوامات الركود والخمول وتحطيم قيود التواكل والاستسلام.