امرأة تستحق العشق

ما أسعد العاشقين المحبين حين يكون عشقهم لمن يستحق! إنهم محظوظون حين يجدون من يبادلهم الحب، ألا ما أسعدهم الذين يَعشقون ويُعشقون، تصور أنك تحب امرأة بكل جوارحك، وهي تحبك حبا يفوق حبك لها، بل تصور أن الموضوع ليس حبا وجدانيا فقط! بل تصور أنها تضحي بكل شيء من أجلك، وقتها، مالها، راحتها، متعتها، جمالها، صحتها، رفيقاتها، وكل حياتها (أنت)، بل تصور أنك مهما تقدم بك العمر لا تعيرك بالشيب، وتظل تراك طفلا غِرا صغيرا ومشاكسا، تحبه بكل عيوبه! وتدرك حاجته الدائمة لينهل من نبع حنانها، بل تصور أن هذه المرأة التي تحب، تفيض بالحكمة والخبرة والتجربة، والنضج!
تصور أن هذه المرأة التي تحب، لا تبتزك عاطفيا فضلا عن ابتزازك ماديا، كما تفعل بعض النساء الخبيرات حين يتظاهرن بالحب! هذه المرأة الغنية بالجمال الداخلي الذي يغنيك عن جمالها الخارجي، أليست جديرة بكل رجل؟! هل هناك في ظنك من هو أحق منها في هذا الكون بحبك؟ بل هل تفكر أن تستعيض عنها بامرأة أخرى؟! بل هل تستحق (أنت) مثلها؟!
تحتاج إلى امرأة كهذه حين تضل الطريق، أو ربما ترهقك تكاليف الحياة، في هذا الزمن الصعب، وتحتاج إلى حكمة تهديك السبيل، أو مسحة حانية تطمئنك، تذهب بسرعة لصندوق رسائلك الواردة في هاتفك الجوال بحثا عن رسالة وردتك منها كما تعودتها، تأتيك في أصعب اللحظات وعند أحلك الظروف، دائما تأتي رسائلها في وقتها لا تقدم ولا تؤخر، لا يحملها ساعي بريد، ولا خدمة التوصيل السريع، ولا حتى بريدك الإلكتروني! بل يحملها شيء أسرع من ذلك إنه القلب، حين تقلب بسرعة في صندوق الوارد تفاجأ أنه ليس لديك أي رسالة من رسائلها، وتصيبك خيبة أمل، إذ أنت لم تحذفها قط من ذاكرة جوالك، متأكدٌ من ذلك! يوما بعد يوم تجعلنا التقنية على الدوام أغبياء وعديمي الإحساس!
تستدرك فتتذكر أنها هي التي لم ترسل لك ولا رسالة واحدة منذ أن حصلت على رقمها الجوال! عجيب أمر هذه المرأة، تميزها كل المناقب التي سبقت ولم ترسل رسالة واحدة لمن تحب! تتذكر فجأة أن حبيبتك الغالية هذه كانت أميّة لا تقرأ ولا تكتب! إلا أن جَرْس رسائلها يرن في أذنيك، ولم يزل فيض حكمتها وحنوها يغمرك متدفقا ومستمرا من دون أن تكون لها رسائل مكتوبة لا على الورق ولا في بريدك الإليكتروني أو حتى جوالك!
كلنا لديه هذه المرأة المستحقة بحق للعشق، إنها (أمك)، نبع حكمتك الأصيل الذي تنهل منه صباح مساء، دون أن تروى، ويعزيك عن قراءة رسائلها المكتوبة، صوت حكمتها في أذنيك لا ينقطع ما دامت الأنفاس في صدرها لا تنقطع، فتقول: - الحمد لله - الذي أمد في عمرها، فأنا أمامها وأمامها فقط أبقى طفلا غرا لم ينضج بعد! حفظها الله وألبسها لباس الصحة والعافية.. آمين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي