«آي باد».. بعد مرور عام
قبل أكثر من سنة تقريباً، وعند ظهور جهاز أبل اللوحي ''آي باد'' سارعت بشرائه وحفزني لذلك تجربتي المميزة لجهاز ''الآي فون''، وعلى الرغم من أن الجهاز كعادة أجهزة ''أبل'' تميز بالأناقة والتقنية العالية، إلا أنني قضيت أياما عديدة، بل أسابيع، دون الاستفادة الكاملة من مميزاته، بل إنني استبقت الحكم عليه بأنه جهاز غير مناسب للأعمال اليومية والشخصية ولن يحل مكان الأجهزة الشخصية المحمولة بسهولة. وفي السياق ذاته، ازداد جدل النقاد والخبراء حوله وعن مدى قدرته على أن يجد لنفسه مكانا إلى جانب الأجهزة الشخصية، حتى إن جهات بحثية مرموقة مثل ''جارتنر'' وصفت الجهاز بأنه مجرد جهاز لوحي مشغل لوسائل الترفيه media tablets.
لكن ماذا حصل بعد مرور سنة على طرح الجهاز في الأسواق؟ فجهاز ''آي باد'' أصبح أكثر نضجاً وقرباً لمستخدميه، والسبب في ذلك يعود إلى انتشار وتنوع البرمجيات المشغلة له، التي تتيح تعدد المهام وتشغيل كل تطبيقات البريد الإلكتروني وتطبيقات الأعمال وتميزها باستخدام مستعرض الويب القوي ''سفاري''، إضافة إلى سهولة التصفح وملاءمته لتشغيل الوسائط والألعاب، وبدأ يستشعر مستخدموه صغر حجمه وسهولة حمله ومرونة التصفح والاستخدام بواسطة خاصية اللمس، كل هذه المزايا المجتمعة جعلت من ''الآي باد'' البديل القادم للأجهزة المكتبية والمحمولة. ويمكن اعتبار خاصية اللمس أكبر العوامل التي ساعدت أجهزة ''أبل'' بشكل عام على الانتشار وأسهمت في تهيئتنا لاستخدام مثل هذه التقنيات في العديد من أجهزة الخدمات الذاتية الإلكترونية والصرف الآلي. ووفقا لبعض الدراسات فإن أجهزة ''آي باد'' أسهمت في زيادة نسبة القراءة وذلك لتوافر بعض المزايا في الجهاز كضبط النص بتصغيره أو تكبيره حسب الحاجة وتوافر مكتبة رقمية هائلة توفر فرص القراءة بسهولة ويسر وإتاحتها لبعض الكتب والقصص بالمجان، إضافة إلى قيام العديد من الصحف والمجلات بتوفير نسخة إلكترونية كاملة لإصداراتها مقابل اشتراكات ذات فترات زمنية مختلفة من اشتراك بعدد واحد إلى اشتراك سنوي.
ومن المزايا الداعمة لأجهزة ''الآي باد'' كبديل للأجهزة الشخصية المحمولة مثاليته للاستخدام عند السفر في الطائرة وغيرها وذلك لصغر حجمه وخفة وزنه وسهولة ربطه بالإنترنت، علاوة على إمكانية صمود بطارية الجهاز إلى قرابة عشر ساعات. وللمهتمين بإعداد العروض التقديمية presentations، فمن خلال تجربتي للجهاز في إحدى المحاضرات لمست سهولة إنشاء وتحرير وتشغيل العرض، حتى إنه أصبح ملازما للعديد من مقدمي البرامج التلفزيونية رغبة منهم في إيجاد حلقة وصل سريعة وفاعلة مع جمهور المشاهدين. من وجهة نظري وبعد مرور سنة أو أكثر بقليل يحق لـ ''آي باد'' أن يكون البديل القادم للأجهزة الشخصية المحمولة والمحفز الرئيس للأجهزة اللوحية الأخرى.