ذكرى الأمجاد

يمثل اليوم الثالث والعشرون من أيلول (سبتمبر) من كل عام فرصة سانحة ليسترجع المواطن السعودي من ذاكرته القليل إنجازات تنموية وحضارية تحققت على مر عشرات الأعوام الماضية، فما تحقق من إنجازات في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عهد الملوك الذين حكموا المملكة يصعب على المرء أن يسردها مجتمعة.
ولكن عظمة المناسبة والاحتفال بذكرى اليوم الوطني تكون أكثر متعة وتشويقا عندما نراها بعيون الآخرين من خارج المملكة. فكم من وسائل إعلام عالمية استثمرت هذه المناسبة للحديث عن ذكرى تأسيس المملكة وما أعقبها من إنجازات ومواقف شكلتها المملكة في المحافل الإقليمية والدولية.
سياسيا .. عرف عن سياسة الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالاتزان والعقلانية النأي بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وإن هي فعلت ذلك فإنما يكون في صالح دعم شعوب تلك الدول سياسيا واقتصاديا. هذه السياسة جعلت من المملكة محورا مهما لصناع القرار العربي والإسلامي لتتعدى ذلك إلى المشاركة في صناعة القرار الدولي حول العديد من القضايا التي تهم شعوب العالم.
اقتصاديا.. يكفي المملكة أنها اختيرت عضوا في مجموعة العشرين الاقتصادية لتسهم بفكرها وتجربتها في التصدي للأزمات الاقتصادية العالمية التي يمكن أن تشكل تهديدا لاقتصادات العالم، التي من بينها الاقتصادات النامية، لذا فإنها خير سفير اقتصادي للدول العربية والإسلامية في هذا المحفل الدولي.
أمنيا .. لم تبخل المملكة في يوم من الأيام في التصدي لكل ألوان وأشكال الإرهاب الدولي وسخرت كافة إمكاناتها مع بقية دول العالم للوقوف في وجه هذه الظاهرة التي لم يجن العالم منها سوى الدمار والانهيار. وما كان كثير من دول العالم الإسلامي والعربي ببعيدة عن ذلك.
ولكن الأهم من ذلك كله؛ أن المملكة ورغم انشغالها بكثير من القضايا الإقليمية الدولية سياسية كانت أو اقتصادية، لم تغفل دورها الأساسي من أجل خلق تماسك اقتصادي واجتماعي داخليا. فقد كرست وسخرت الحكومات السعودية، التي مرت على حكم هذه الأرض الطاهرة، كافة الموارد الطبيعة والبشرية من أجل بناء الإنسان السعودي وتوفير سبل رفاهيته واستقرار أمنه. فالمتابع للقرارات الاقتصادية الأخيرة التي صدرت من قبل يلاحظ أن القيادة الرشيدة تضع مصلحة المواطن السعودي في مقدمة أولوياتها لإدراكها التام أن مسؤولياتها أمام شعبها الوفي تحتم عليها العمل على تحقيق رفاهيته وأمنه واستقراره.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي