وانطلقتْ الحملة.. من السبب؟
* إلى سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود:
لما طلبت مني بكياستك المعهودة أن أساهم بالتوعية حول مسألة التبرع بالأعضاء ضمن حملة "كلانا"، كانت استجابتي بمقال بعنوان "حتى لا يبكي حبيب على حبيب". على أن ما كنتَ تتمناه راح أبعد مما توقعناه. لقد تحمس شبابُنا من البنات والفتيان وبأعداد كبيرة، وبمختلف أرجاء البلاد لإقامة حملة توعية تكون كافية لرسم الأثر في ذاكرة عقل الأمة. لم تكن حملة أبدا تقليدية، لقد زار الشبابُ كل مشفى به مرضى الكلى تحت الديلزة والغسيل البريتوني، قابلوا الأطباءَ الكبار، وتعاملوا مع مركز الأعضاء السعودي ونسقوا مع جمعيتكم. ثم إنهم خلال أكثر من سنة لم يتركوا حجَراً في الموضوع لم يقلبوه، وشكلوا فرقا متخصصة في العلاقات، وفي المعلومات، وفي الإعلام الوثائقي، فكانت النتائجُ مبهرة وعرف الكثيرون في جهات الأمة عن الحملة وأغراضها قبل أن تستهل رسميا، بل وتكونت فرقٌ جاهزة للانطلاق، فقط بإشارة، في الطائف وجدة وجيزان وتبوك والخرج وحائل، ومناطق أخرى، وقد بدأت التمهيدات الإعلامية فعلا بالمنطقة الشرقية في منطقة الدمام ثم تبعتها الأحساء.. وكان لفرق "أبناء وبنات المدن" دور قائم وأدوارٌ ستقوم. كثيرون، من واقع جمال النيات وحسن الترتيب، تقدموا للمشاركة ومنهم الأطباء، والمصممون، ومنتجو ومخرجو الأفلام، والشعراء والمنشدون.. وتكاتف مع الشباب رعاةٌ من رجال الأعمال لم يبخلوا بالدعم وساهموا ببعض مناشط التأسيس.. لذا كان يوم الافتتاح المقرر سيكون رسما فنيا على سماء الرياض بريشة شباب الأمة، من أجل الأحباب الذين يعانون الفشل الكلوي النهائي. وها هي حملتك يا ابن سلمان تُقدَّم إليكَ تعبيرا للتلبية والحب.
* إلى الفاعلين الأبطال:
إن أسماءكم لن تنسى، وبالنسبة لي لم أعد أراكم شبابا بمقتبل الأعمار فحسب، صرت أراكم يقينا معلمين كبارا، نساء ورجالا يمكنكم، بجملة واحدة وأثق بكل حرف فيها: "أن تقوموا بأي شيء!". يعلم الله وحده أنكم عملتم وحدكم بلا تدخل ولا توجيه من البداية من طالبة الماجستير "مها المنصور" التي بادرت في أول خطوة ليكون مجرد مقال حدثا يطلق شعاعَه في مساحات واسعة لما أنشأت صفحة على الفيسبوك لحقتها بإبداعات على الأرض. كيف ننسى "هيا العنزي" فتاة كنا نخاف عليها من كثرة التنقل فمنعها إخوتها بالحملة وقاموا يؤدون عنها التنقلات، وكانت نحلة لا تهدأ في الحركة ولا في "الأزيز"، ومن ينسى الفتاة "العنود اليوسف"، التي أعرف أنها شاركت في أكثر من منشط كبير كان آخرها محفل صيف "أرامكو"، وأبدعت مع المبدعين والمبدعات. ولن ننسى "آلاء البلوي" منسقة نادي الصيدلة، هذا النادي المفخرة حقا في أي منشط صحي، أسماءٌ لفتيات لم أعرفهن شخصيا ولكن كانت أعمالهن مجلجلة تحمل كل حضورهن. ولن أنسى شبابي العاملين معي دوما الحبيبين "عبد الله إبراهيم العثمان" و"عبد الله الطياش"، لقد تحملا تقريبا كل شيء رغم ارتباطاتهما العملية والدراسية والأسرية، ولا "محمد المصري" منسق الأفلام، ولا البطل "فيصل السماري".. وفتيات وفتيان كثيرين. ومرة أخرى أعلن فخري بنادي الصيدلة بإشراف الدكتور "إبراهيم الجفالي"، والشاب "هزاع الغامدي" رئيس النادي. و"المجموعة السعودية للابتسامة" بقيادة رجل الأعمال الكبير عبد المحسن الحكير، وشركة إنجاز، وغيرهم من الداعمين.
* إلى عائشة الجيزاني:
وأنتِ بملكوت الخلود تحت مظلة الرحمة الربانية، ها هي كلمةٌ قلتها أنت، ووصية وضعتها بعنقي أنتِ، ينفذها لك شبيبةُ الأمّة، وتنتشر بسمائها.
* إلى متبرعي الكلى: لا يمكن لإنسانٍ أن يقيس مدى وعمق محبة آخر له كما هي حال المتبرَّع له، فهما لا يعودان صحيحين فقط، ولا يسري بهما رحيقُ الحياة فحسب.. ولكنه أيضاً حبٌ، وتقارب، وتجاورُ أرواحٍ، لا حدّ لطعم حلاوته، ولطف مذاقه عندما تختلط الحياةُ بالحياةِ والقلبُ يتحدُ مع القلب. أنا جاهلٌ في كثير من الأمور.. إلا في هذا، فأنا أضعُ نفسي من العارفين الحقيقيين.. فاسألني عنه.
.. لأنّ أمّي تبرَّعَتْ لي!