رحم الله وجه الخير سلطان بن عبد العزيز
لم يُعرف عن الأمير سلطان بن عبد العزيز أنه جزع من المرض فانعكس ذلك على تعامله مع الناس، فرغم ما قدره الله عليه من مرض عضال لازمه لسنوات، إلا أنه كان بشوشاً، يُقبل على زائريه بابتسامة لم تكن تغادر شفتيه، وكان مثالا للصابر المحتسب الذي يدرك أن الله قد أعد للصابرين خير الجزاء.
سلطان بن عبد العزيز، كان مثالا للرجل المؤمن الذي جبل على مكارم الأخلاق، وحسن التعامل، وعرف بمواقفه النبيلة وبكرمه، وكان يداً حانية تواسي وتغيث، وتبحث عن مواطن الخير، فتسارع إليه، وكان يسعد بالعطاء والبذل، حتى استحق عن جدارة لقب سلطان الخير، فقصصه ـ رحمه الله ـ مع البذل والعطاء، أكثر من أن تحصى، وأعماله الإنسانية، سواء على المستوى الشخصي أو المؤسسي، شاهدة على ما كان يطبع شخصيته من حس إنساني مرهف.
الأمير سلطان بن عبد العزيز عاصر الدولة منذ نشأة مؤسساتها، وبدأ أولى مهماته الرسمية عام 1366هـ أميراً للرياض وهو في العشرين من العمر، وحينما شكل أول مجلس وزراء في المملكة عام 1373هـ عين وزيراً للزراعة، ثم عين عام 1375هـ وزيراً للمواصلات، ثم وزيراً للدفاع والطيران عام 1382هـ، وهو المنصب الذي لازمه أثناء توليه منصب النائب الثاني، ثم منصب ولي العهد، وإنجازاته في هذه الأعمال التي تولاها، وبشكل خاص وزارة الدفاع والطيران، تشهد له بحسن الإدارة، وسداد الرأي، وقوة العزيمة، والقدرة على العطاء والإنجاز.
أما الجانب الخيري والإنساني، فلسموه سجل حافل بأعمال الخير، داخل المملكة وخارجها، فقد عُرف عن سموه المبادرة لكل خير، ورعاية كل حالة إنسانية يسمع بها، أو تصل إليه، كما سعى إلى تحويل هذه الجهود الإنسانية إلى عمل مؤسسي منظم، عبر مؤسسات خيرية وإنسانية متعددة التخصصات والمهام، من أبرزها مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية. وكان أصدق وصف للأمير سلطان وأعماله الخيرية ما عبر عنه أمير الوفاء سلمان بن عبد العزيز حينما قال: ''إن الأمير سلطان بطبعه منذ خُلق، وهو مؤسسة خيرية بذاته، وصاحب خير، ويسعى للخير، وكل مكان يكون فيه لا بد أن يكون له فيه عمل خير، فسلطان بحق هو مؤسسة خيرية قائمة بذاتها''.
سلطان بن عبد العزيز يغيب عنا بجسده، إلا أن مآثره وأعماله باقية، والجميع يلهجون بدعاء العلي القدير أن يتغمده الله بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته وينزله منزلة الصديقين والشهداء والصالحين.
عزاؤنا لخادم الحرمين الشريفين، وللأسرة المالكة الكريمة، وأبناء وبنات الفقيد، وعزاء خاص لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، الذي رافقه خلال رحلات العلاج، فكان خير مواس ورفيق، جعل الله تعالى ذلك في ميزان حسناته.. و''إنا لله وإنا إليه راجعون''.