أهم قضية لدى الشباب اليوم
أعلنت بوز & كمبني إحدى أكبر الشركات المتخصصة في الدراسات والأبحاث أخيرا نتائج دراسة شملت عينة من الشباب في كل من السعودية والإمارات وقطر أوضحت أن أكبر التحديات التي تواجه الشباب هو ارتفاع تكلفة المعيشة ثم البطالة ثم الأزمات الاقتصادية التي تحدث من حين إلى آخر، إذ أوضحت النتائج أن 69 في المائة يرون أن تكلفة المعيشة من أكبر التحديات في حين يرى 59 في المائة أن البطالة والحصول على وظيفة يعد من أكبر التحديات ويرى 42 في المائة منهم أن الأزمات الاقتصادية التي تحدث حول العالم من أكبر التحديات، في المقابل أوضحت نتائج الدراسة أن الأولويات لهؤلاء الشباب وطموحاتهم تكمن في إكمال التعليم (55 في المائة)، والعثور على وظيفة (33 في المائة) والزواج وتكوين أسرة (29 في المائة).
في المقابل تم توجيه سؤال لعينة الدراسة بشأن ما الشيء الذي تريد أن تشتهر بلادك به فأفاد 70 في المائة من السعوديين أنهم يتمنون أن تشتهر بلادنا كمجتمع متعلم ومفكر، وذلك مقابل 63 في المائة من الإمارات و52 في المائة من قطر، غير أن الدراسة أوضحت أن 42 في المائة يرون أن النظام التعليمي لا يهيئ أو أنه يهيئ بحد قليل الشاب للعمل، في المقابل اعتبر 96 في المائة من السعوديين الموجودين ضمن عينة الدراسة أن قضية البطالة تعتبر مشكلة كبرى بالنسبة لهم.
أعتقد أن النتائج أعلاه قد لا تكون جديدة للبعض فأكبر هم ليس لدى الشباب فقط بل لدى معظم فئات المجتمع تكمن في قضية البطالة والحلول الموجودة قد تكون في المقابل تقليدية فضرورة ملاءمة التعليم احتياجات سوق العمل وإعادة التأهيل وغيرها من القضايا الأخرى التي تتردد يومياً بهذا الشأن قد تكون هي الحلول الموجودة اليوم.
من وجهة نظري، أرى أن على الوالدين مسؤولية كبيرة اليوم في التركيز على تأهيل أبنائهم منذ الصغر لمواجهة هذه التحديات وعدم الاعتماد على المناهج التقليدية، فالاعتماد على التأهيل التقليدي للأبناء وذلك من خلال التنقل في المراحل الدراسية من الابتدائية للمتوسطة للثانوية ثم إلى الجامعة أو إلى إحدى الكليات التقنية سيؤدي بهم إلى ما نراه من مصير يعانيه عشرات الآلاف من الخريجين، ولن يكون هناك أحد أقرب أو أحب للأولاد من آبائهم فيجب عليهم أن يعيدوا النظر في قضية التأهيل إما من خلال تحمل مسؤولية التركيز على الجوانب التي تفيد في التأهيل للعمل منذ الصغر أو توضيح الحقائق للأبناء وما الاحتياجات الرئيسة التي من الضروري أن يبنيها الإنسان في شخصيته منذ الصغر.
يجب على الآباء اليوم أن يعملوا على تربية أبنائهم بأنهم إن أرادوا أن يحصلوا على وظيفة في مستقبلهم فعليهم أن يعملوا على تطوير مستوى الانضباط والالتزام في حياتهم اليومية والأسرية لأن ذلك سيجعلهم ناجحين في حياتهم العملية ويؤهلهم لذلك، وعليهم أن يحرصوا على أن تكون قراءاتهم وغيرها من وسائل الاطلاع الموجودة لديهم تركز على تطوير قدراتهم ومهاراتهم كما أن عليهم أن يعملوا على إجادة اللغة الإنجليزية ولا يعتمدوا على ما يقدم لهم في المدارس.
إن أراد الآباء أن يساهموا في تحسين مستقبل أبنائهم العملي فهم يحتاجون إلى أن يجعلوا هذه القضية هي القضية الأولى للأبناء من الآن وأن يضعوا الحلول الممكنة للمساهمة في تأهيلهم للعمل من الآن، وألا ينتظروا إلى أن يكبروا وينتهوا من المراحل الدراسية ثم يفاجأوا بأن عليهم أن يجدوا حلولا لمشكلة عدم وجود العمل.
حتى لا يذهب الجيل القادم ضحية كالجيل الحالي، فعليه أن يستفيد من هذه المرحلة وأن يعمل على تطوير مستواه منذ الصغر وكل ذلك ممكن اليوم من خلال الإنترنت وما فيها من العديد من وسائل التطوير في كل المستويات، كما أن عليه أن يعود نفسه من الصغر على العمل وعلى أن يستفيد من وقت فراغه في العمل وكذلك في الإجازات ولو كان ذلك دون مقابل، فإن لم يدفع له اليوم فسيدفع له غداً ـــ إن شاء الله.
إن التأهيل وبناء القدرات والمهارات والتطوير وامتلاك الأسس الرئيسة لأي شاب يجب أن يعمل عليها من الصغر حتى لا يجهد نفسه في الكبر في البحث عن وظيفة بل سيجد العروض تأتيه وهو الذي سيختار المناسب منها.