أنا .. وستيف جوبز!

عندما بدأت في التلذذ بعالم "تويتر"، تزامن هذا مع انتقال ستيف جوبز للرفيق الأعلى! ولم يك ثمَّ عبارة تسيطر على المشهد أكثر من: (شكراً ستيف جوبز!)، (شكراً ستيف جوبز!).. وربما (شكراً ستيف جوبز!)
لم أفهم بداية ما سر كل هذا الامتنان.. ولم أشأ أن أسأل: هل يختلف هذا عن ستيف جوبز الذي، يبدو، وإن لم تخني "الحافظة، ما هو إلا إيقونة شركة أبل الأمريكية التي هوت أمام سطوة مايكروسوفت؟! كانت العبارة مسيطرة حد الحصار! لدرجة أني توهمت أن للفقيد ناصية يلقى عليها الورد وتضاء حولها الشموع في شارع التحلية"!
المهم! خشيت حينها أن أوقع نفسي في حرج! وأخذت أرسل مع الحشود: (شكراً ستيف جوبز)! وكتبتها مرة: (سكراً شتيف حوبز!).. ولم ينتبه أحد.. "أشوى"! وبدأ البعض يتعاطف معي.. ويقول: (فقدناه يا غالي!) لأرد أنا: (إيييييه.. دنيا!) ويتناول مزاج الحزن آخر ويقول: (كان عبقرياً!).. فأجدني مضطراً للقول: (ليت عندنا عقول كهذه!)! حينها طبعاً ما كنت أعلم ما هو "الهاشتاق" وما هي "الهشتقة " ولكني صمدت.. وتواجدت! وتفاعلت مع المزاج السائد ما أمكنني! وإلا كيف سيكون وضعي لو بادرت وقلت: (حيّ كلٍ باسمه.. وأبرك الساعات يوم تجمعتوا.. يا الله إن تحييّ هالوجيه السفرة..)... إلخ!! بينما كان الـ "موود" ميالاً للنحيب! لا يصح طبعاً!
ما شدني فعلاً، هو كم الولاء لعقل هذا الـ (غير عربي) والـ (غير قبيلي) والـ (غير مناطقي) والـ (غير مؤدلج)! والعجيب هو أن هناك توليفة من عكس كل هذا تنتحب على الفقيد الغالي! ولا حاجة لي لإعادة العبارة بالعكس.. أنتم جربوها بأنفسكم! في المقابل.. لماذا نترك أنفسنا، في وسائل الإعلام التقليدية، لوحدنة التمثيل والإنابة؟! كيف تقابل وسائل الإعلام كل هذا التنوع بالطمس؟! سؤال لا أملك له إجابة.. ولا أظنه يؤرقني! لكن.. هل يجب أن يدفعنا هذا للتساؤل عن النسقيّة وسيادتها؟ فلو سلمنا أن هناك سمة نسقية تجر رؤيتنا للمؤاخاة قسراً! فهل يعني هذا أن نتهم سكّان تويتر بالنسقية والتشابه؟! هذا أيضاً جور وظلم!
أجدني مضطراً للإطناب بـ "طنب" أخير.. وأقول: قريباً، سيصل "تويتر" لذروة تعاطينا معه، وربما يصبح "فيس ـــ بوك" آخر! تزوره كلما شعرت بحاجة لتقليب ذكرى.. أو التفتيش عن غالٍ! لكن على الكثيرين منا الاستفادة من قابلية التنوع والتعدد المتاحة هناك بضوابط لا تتجاوز كونها.. (أدبية فقط X عالم افتراضي)! هل تصدقون؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي