بعد النفط.. على من العوض؟
"السعودية ستعوض إنتاج إيران من النفط"
هذا ما انهال على وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية من تأكيد بعد (التضخم) الذي شاع من أزمة (المضيق)! وإن كان هذا هو ترجمة لالتزام السعودية تجاه سكان الأرض من ناحية عدم حرمانهم من مصدر الطاقة الأهم، إلا أنني رأيت فيه وجهاً لمفارقة أخرى!
فلو كنا على هذا القدر من الثقة والقوة في الجانب النفطي، ترى ما هو حالنا في الجوانب الأخرى للثقل الاقتصادي؟
ألا تتمنى، شريكي المواطن، أن يأتي يوم تتمدد وتتوسع فيه عبارة التعويض!
بمعنى، ماذا لو كانت الأزمة يابانية؟ أو أمريكية؟ أو أوروبية؟
قلت في نفسي وأنا أطالع هذا العنوان في كل صحيفة، وفضائية إخبارية:
"عقبال ما نعوض إنتاج اليابان من السيارات، أوروبا من الملبوسات، أمريكا من الطيارات والصين.. لو من النفيخات!"
أظن أن فلسفة التعويض تقتضي في المقام الأول القدرة، وهذا حاصل في النفط. لكن ماذا لو تنامت الأزمات وطالت بقاعا أخرى من الأرض؟ فمثلاً:
ماذا لو أصاب اليابان طوفان أو إعصار مدمر أشد مما أصابها قبل عامين تقريباً؟ هل سيخرج مسؤول في وزارة الصناعة ويقول: "جهزنا خمسة آلاف سيارة (غزال)، وستكون متوفرة للمستهلك السعودي خلال يومين!"، مثلاً!
ماذا لو ساد الكساد أوروبا، وأغلقت مصانع الملبوسات! هل سيخرج أحد مسؤولينا ويقول: "سنعوض إنتاج أوروبا من الملبوسات، وما تنتجه مصانع (فنيلة) كفيل بسد الحاجة حتى إيجاد البديل الآسيوي"، أم ترانا سنلزم بيوتنا لأن الإنسان، سعودي أو غيره، لا يصح أن يخرج بغير ملابس!
وماذا لو كانت الأزمة أمريكية، وتعطلت بسببها صناعة الطائرات! فهل سيخرج مسؤول ثالث يقول: "سنعوض إنتاج أمريكا من الطائرات، وطائرتنا الوطنية (حمامة) ستفي باحتياجات المسافر السعودي والدولي"!
كل هذا في كفة، والرابعة والأخيرة في كفة! فماذا لو كانت الأزمة، لا سمح الله، صينية؟ من سيعوض إنتاج كل "قراشيعها"؟! هل سيتجرأ أي مسؤول سعودي على الخروج لوسائل الإعلام والتصريح بالتالي: "سنعوض إنتاج الصين من الـ (كل حاجة)، فنحن (قرشعنا) كثيراً في هذا المجال، ولن نقبل أن نظل رهينين لـ (قرشعة) غيرنا"!
مخالصة من كل ما سبق:
اللهم أدم علينا نعمة النفط!
وضيّق على مصادر الطاقة البديلة...
اللهم أنت أعلى.. وأعلم!