متى يدركون قيمة الصحة؟!
تزيد التكنولوجيا من درجة الوعي لدى الإنسان وتطور تفكيره وتوسع أفقه في حال الاستخدام الإيجابي لها؛ حيث إن هناك الكثيرين على مستوى العالم من يوظفون تلك التكنولوجيا توظيفا إيجابيا من خلال استخدامها في نطاق العمل والضرورة التي تحتمها مصلحة الفرد، بينما نجد في المقابل من يستخدم تلك التقنية في المجالات السلبية وتدخل تحتها الانحرافات الأخلاقية، وقد يتطور الأمر في أحيان أخرى للجريمة؛ إذ إن الله ــ عز وجل ـــ قد وهب الإنسان نعمة العقل حتى يستطيع تحكيم واقعه وإيجاد معيار واضح لسلوكه وأفكاره؛ ذلك المعيار هو خليط بين الدين والعقل والثقافة الاجتماعية، ومن خلال تلك العوامل يسلك الفرد ما يسلكه من تصرفات وأفعال وهي غالبا تدل على درجة الوعي لدى الفرد، ذلك الوعي المتزن الذي أرشد إليه ديننا الحنيف في كل ما يتعلق بمصلحة الإنسان على هذه الأرض، وعلى الرغم من التكنولوجيا التي اخترقت جدران منازلنا إلا أن هناك الكثيرين هم الذين ما زالوا لم يستفيدوا من التثقيف الحديث من خلال القراءة المفيدة على مواقع الإنترنت، فهم لديهم كثير من نقص الوعي الصحي فهل يعقل في هذا الزمن أن يتناول الإنسان دواء لداء أحيانا يكون بسيطا وعابرا، هذا الدواء مخلوط في زجاجة عبر فلان وفلان وفلانة حتى وصل إلى الشخص فقط للقضاء على السعال مثلا أو الإنفلونزا، دواء لا تعرف مصادره ولا تعرف المواد المخلوطة فيه، بل قد يتطور الأمر أحيانا إلى الحقن بالإبر لتجميل الوجه وتحسين البشرة في بعض الشقق أو المنازل عبر أناس بلا ضمير! وقد يكون الأمر أبسط من ذلك بكثير فيكون عن طريق شراء الأطعمة من أم فلان فهي تتقن الأكلات الشعبية، ويتعرف الجميع على أم فلان دون أن يكون مع تلك المرأة أي تصريح بممارسة المهنة، وعلى الرغم من أن كثيرا ممن يشتكون من عدم نظافة بعض المطاعم إلا أن هؤلاء الناس أنفسهم هم من يأكلون من تلك الأطعمة المجهولة، ولكنهم لا يحاسبون أنفسهم على ذلك الجهل، إلى متى يعيش بعضنا التناقضات، وإلى متى ينقص البعض الوعي في أتفه الأمور ولكنها هي الأهم لصحته.
ولعله ليس من الغريب أن تسير في الشارع أثناء عاصفة من الرمل وأنت من دون غطاء على أنفك يحميك مضار ذلك الغبار، ولكن من النادر أن ترى من يرتدي الكمامة في تلك الأحوال وحتى من يرتديها ربما يكون من الأقلية في المكان الذي هو فيه، والجميع في المقابل يلتفتون عليه وكأنهم يصفونه بالوسواس القهري.. أعتقد أنها نماذج موجودة في مجتمعنا، ولكن إلى متى نجهل حقيقة الحفاظ على الصحة.