الأجهزة الإلكترونية لأطفالنا .. هل نعرف محتواها؟
إن الطفل في عمره الصغير وقبل أن يصل لسن التمييز أي سبع سنوات وهو في ذلك العمر الصغير يحتاج إلى كم هائل جدا من المعلومات المتعلقة بكل ما حوله من الحياة وذلك لكي يبني قاعدة مبدئية لمعنى الحلال والحرام وإتقان فكرة الأبيض والأسود، لذلك نجد الطفل في ذلك العمر من فطرته أن يتحفك بأشكال متنوعة ومختلفة من الأسئلة، وقد تجد فيها المخجل والمحرج والمخيف والضار والنافع، وغير ذلك من تشكيلة علامات الاستفهام التي يطرحها أمامك، ونحن نستنتج انطلاقا من ذلك أحيانا أن الطفل لا يفهم لذا هو يسأل بل ونستنتج في أحيان أخرى أن الأسئلة هي من علامة من علامات الذكاء لدى الطفل وبين هذا وذاك يظل الصواب والخطأ هما المفتاحين الأساسيين لكل ما تحتويه حياة الإنسان.
ولعل الحادثة التي حصلت لإحدى الأخوات التي طلبت استشارتي قبل فترة كفيلة بتوضيح أهمية غرس معنى الصواب والخطأ في الطفل منذ صغره، حيث كانت تحكي عن ابنها الصغير ذي السنوات الثلاث، والذي أصبح يعاني فجأة ''التأتأة''، وقصة هذا الطفل هي أنه يمتلك إحدى تلك الألعاب الإلكترونية، وقد حمل فيها ثلاث آلاف لعبة مشوقة للأطفال، بينما تظهر من بين تلك الألعاب عشرات الألعاب غير الأخلاقية والتي لا يدرك الطفل ماذا تعني في عمره الصغير وأصبح يشاهدها لكنه لا يدرك مضمونها أو معناها، ولم تكن الأم على علم بذلك ولكن بعد فترة اكتشفت ما يحويه جهاز ابنها وعن طريق الصدفة وبعد أن أصيب ابنها بالتأتأة والتي اكتشف بعد ذلك أن لها علاقة مباشرة بما كان يراه الطفل.
إن هذه الحادثة وبكل بساطة تعني أن التكنولوجيا تحمل كثيرا من الأخطاء إلى المنازل وتحطم كل الأسوار لتكون تحت مسمى الملكية وقيد التصرف، والأمر المهم هنا كيف نوجد حصانة كافية لأطفالنا تجاه تلك الأدوات بل والسؤال الأكثر أهمية هي هل الآباء فعلا يدركون ما يقوم بتحميله طفل صغير عن طريق الإنترنت وغالبا يكون الأمر دون قصد؟! .. لقد أصبحت أجهزة الأطفال هي الأكثر إغراء في الأشكال والألوان والألعاب، ولكن المهم هو كيف يتعلم الطفل وكيف يدرك أن ينتقي ما هو مناسب، وهذا الأمر في غاية الصعوبة ويعتمد اعتمادا كاملا على غرس القيم والمبادئ منذ الصغر، أما بعد ذلك فلا نحتاج إلى الرقابة الخارجية سوى أن نتابع ما غرسناه ونوجه إلى ما يجب أن يكمل ويتمم العملية التربوية .. إذًا فنحن نحتاج إلى إيجاد توعية كاملة فيما يخص تلك الأجهزة التي يلعب بها الأطفال تحديداً وفي حاجة إلى متابعة ما تهدف إليه تلك المغامرات التي يتم تحميلها عبر الإنترنت بلا رقابة على الطفل .. فهل ندرك أن الأمر في غاية الخطورة على أطفالنا؟!