المسؤولية الاجتماعية على الأفراد في قطاع الهندسة

بدل أن تلعن الظلام أوقد شمعة.. تلك هي العبارة التي يتعين على كل فرد منا أن يسعى إلى أن تكون هي شعاره في هذا الزمن، وأن يترك الملامة وإلقاء الأعذار لترك الجانب المشرق المضيء للعمل التطوعي الهندسي. إن التطور العلمي والتقني المذهل الذي يشهده العالم اليوم، والذي ترك أثره البالغ في كل مناحي الحياة وخصوصا الهندسي، لم يأت من فراغ بل هو نتاج تنظيم وتأهيل وتدريب وتضافر للجهود. وإن المهن تحتاج إلى بيئة للإبداع، ولن يتحقق ذلك إلا ببذل جهد مضاعف للنهوض بهذا القطاع وتنظيم وتأهيل، كي نصل إلى مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال.
وفي الوقت الراهن يحظى مفهوم المسؤولية الاجتماعية بالاهتمام لدى الشركات والمؤسسات، بل أصبح من الواجب عليها أن يكون لها مشاركة اجتماعية فاعلة من خلال العمل الجاد لإيجاد فلسفة لعمل إطار اجتماعي فاعل تجاه الوطن والمواطن. فأصبحت تعنى بهذا المفهوم الذي هو التزام مستدام تجاه المجتمع لتحقيق أهداف تنموية للمجتمع في جوانب متعددة. والمسؤولية الاجتماعية الفردية هي كذلك أيضا.
وتتسلط الأضواء هذه الأيام على المسؤولية الاجتماعية للشركات بشكل عام، لكن ما أود الإشارة إليه هو المسؤولية الاجتماعية في قطاع الهندسة، ذلك الذي يشهد في جوانب متعددة إلى غياب كامل عن المشاركة فيه، ويحتاج منا إلى مضاعفة الجهد في تنظيم هذه المهنة، ولن يتأتى ذلك إلا بالمشاركة الاجتماعية الفاعلة لبناء هذا القطاع الحيوي.
لقد أصبح اليوم للمهندسين هيئة مستقلة وهي من دعائم مؤسسات المجتمع المدني وينتخب أعضاؤها لتكوين مجلس إدارة، وذلك بغية تنظيم هذه المهنة ولكن ما لم يقم المهندسون بالمشاركة الجادة مع مجلس الإدارة، فلن يتأتى لمجلسها القيام بالعمل وحدهم.
إن الشعب الهندسية اليوم هي من المسؤولية الاجتماعية الهندسية المهمة التي يتأكد على كل واحد في تخصصه أن يبذل الجهد في المشاركة التطوعية في بناء هذا التخصص من خلال ما يلي:
- الترشيح لمجالس الشعب، إذ إن الشعب الهندسية تقوم على مجالس ترتبط بمجلس الإدارة، وهي التي تحقق رؤية الهيئة من خلال ما تتبناه من نشاطات جلها تطوعية ومشاركة اجتماعية لأصحاب التخصص والمجال.
- المشاركة في إثراء هذا التخصص من خلال ورش العمل والمحاضرات والندوات.
- كتابة المقالات العلمية في التخصص.
- بناء التأهيل الخاص لكل تخصص.
إلى غير ذلك من مجالات يحتاج العمل الهندسي إلى متطوعين في كل مجال، وما لم نقم نحن بذلك فلن يقوم به أحد.
إن المملكة اليوم تشهد نهضة هندسية هائلة، وهي ما لم يكن لها أطر هندسية مهنية صحيحة تبنى على مسؤولية اجتماعية هندسية من المهندسين هيئة وأفرادا، فلن يكون هناك عمل هندسي مهني على الوجه الصحيح.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي