ما يسر وما يزعج وما يثير!!
تأمل يومك ومجرياته وأحداثه وأخباره، ستجد أنها كشكول بعضها يسر، وبعضها آخر يزعج، وهناك ما يثير. إننا لو أردنا أو رغبنا أن ندون هذه المسرات والمزعجات والمثيرات لوجدنا أيامنا مليئة بها.
سررنا كثيرا عندما أتى إلينا يجري، يكاد أن يهذي: بابا صدقني امرأة على الكاشير.. والله العظيم إنها حرمة، أكان مسرورا أو سعيدا! كان مستغربا ولم يكن مستهجنا، إنه لم ير امرأة سعودية تزاول عملا كهذا في الأسواق من قبل، أكدنا له سرورنا وفخرنا، وأن هذا هو شعور المواطنين من قبلنا ومن أتى بعدنا، إنها تجلس بكل ثقة على الكاونتر وأمام الكاشير وهي المحاسبة، امرأة مقنعة سعودية وسعيدة بسعوديتها وعملها، لها الحق أن تسعد لأنها تزاول حقها لتعول نفسها، قد تكون أرملة تعول عائلتها، أو زوجة تعاون زوجها، أو هي التي تعوله، قد تكون وحيدة كبيرين تعولهما، أو قد تكون جامعية لم تجد عملا، فوجدته. ليت كل أعمال الكاشير لهن بدلا من الاستقدام! نحن سعداء لفتح هذه النافذة لنسائنا اللائي حرمن من العمل، جزى الله خيراً أبا متعب الذي كسر جبل الثلج وفتح باب الخير لنصفنا الآخر.
أما ما يزعج هو مرض التفكير في المستقبل الذي لا دالة لك عليه أو وسيلة، أمر لا فائدة فيه ولا منه، إنه مرض مزعج، مضنٍ، كتفكيرك فيما قد يحدث لأحفاد أحفادك بعد نهاية النفط، أو يقال بكل بشاعة (نضوبه) وتذهب نهاية يومك المتعب لتنام وأنت تفكر (في النضوب) إلى درجة أنك تخرج إلى عالم آخر يقودك إلى التفكير: ماذا ستكون عليه الحال مثلا في عام 2100.
ينزعج الإنسان عندما يقود سيارته في شوارع مدينتنا، لن يرجع إلى بيته ألا وهو مصاب باليأس والامتعاض والتقزز. اليأس عندما نكون أسوأ دول الخليج فهماً للمرور، ورفضاً للقيادة الصحيحة، في مدينتي يخالفون النظام جهراً ليلا ونهارا، إصرارا وإشهارا، إنهم لا يلتزمون بالنظام. تقف أمام الإشارة الحمراء، وإذا بالذي بجانبك لا يعيرها أي اهتمام ويعبر الإشارة بهدوء وقح، ويسير بكل ثقة، يا ترى هل هو لا يعرف؟ إذن ما أكثرهم! إنه لا يحترم النظام، أعتقد أن النظام لا يجد من يحميه. الامتعاض عندما ترى بجاحة أبو عراوي أو الفان أو المرسيدس يخرج من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار والإشارة حمراء، ويكمل مساره أو مسياره، منظر مهين..!! وذلك الذي يقف بعد الإشارة في وسط التقاطع، لا يرى الإشارة. أو ذاك الذي يتعداك عن طريق كتف الشارع. يا لها من فوضى! ويزيد الطين بلة عندما يقوم سائق أحدهم من أمامك بفتح الباب والبصق، يا له من منظر مقزز. أو ذاك الفان الذي يرمي الزبالة. هل لدينا مرور؟! خلِّ عنك الاستراتيجيات.