خريجي الثانوية والتخطيط المفقود

نعيش خلال هذا الاسبوع مع الاسبوع القادم هموم الاختبارات مع طلاب المدارس.وكلنا يعرف مدى ما يحمله هذا الحدث من جهد وتعب للطلاب وذويهم.خاصة طلاب الصف الثالث ثانوي.

ومع نهاية الاختبارات لطلاب التوجيهي سيكون الطلاب قد انتهوا من أول مرحلة لهم،وهي تُعد الباب الذي سيحدد من خلاله مسارهم العلمي والعملي.وسيخوضون بعد ذلك مرحلة أخرى خاضعة للكثير من الظروف ،والتي تتمثل في اختار التخصص الدراسي الجامعي،أو اختصار المشوار والبحث عن عمل يتناسب مع الظروف والإمكانات.

بكل أسف الكثير من طلاب التوجيهي يعانون بشكل واضح من انعدام التخطيط لما بعد التخرج من الثانوية،أو يكونون بين مطرقة رغبات الأهل في اختيار التخصص الجامعي أو العملي وسندان نصائح وتوجيهات الأصدقاء.والتي عادة ما يكون نتاجها،شخص عاطل.

ومن هنا أدعو طلاب التوجيهي أن يحددوا رغباتهم بناء على قدراتهم وإمكانياتهم والتركيز على ما تهواه عقولهم وتبدع فيه،والبحث عن الأرض الخصبة التي يشعرون أنهم سيكونون فيها نباتاً مثمر. وبعد تحديد هذه الظروف يمكن للطالب أن يستشير من يشعر بأنه أهل للمشورة،خاصة ممن سبقوه في الطريق الذي يرغب المواصلة به.

والحقيقة التي يجب على طلاب التوجيهي فهمها،أن الاختيار متى ما كان نابعاً من رغبة شخصية،كان النجاح فيه أكثر ضماناً.كون أن الرغبة الشخصية مبنية على معرفة تامة بالظروف والإمكانات وتولد في نفس الشخص القوة والتحدي والرغبة الصادقة في النجاح.

ولا أعتقد أن أحداً منا لم يشاهد حوله نموذجاً من التوهان والتخبط نتيجة لتوجيهات المحيطين،التي غالباً ما تكون خالية من المصداقية والتجربة والمعرفة بقدرات صاحب الشأن.وعادة ما يكون مصير من يُسَلِم دَفته لغيره إما الفشل وقتل حلم المستقبل،أو إضاعة عدة سنوات من أجل ترقيع الثوب الممزق.

فليس بالضرورة أن يكون والدَينا أو إخوتنا الكبار أو أقرب الأصدقاء مؤهلين لتقديم المشورة المناسبة. بل على طالب التوجيهي أن يبدأ رسم الطريق بنفسه وتحديد ما يتناسب مع ظروفه،وبعد ذلك،ما خاب من استشار. فخريطة المستقبل يتوقف ضمان نجاحها بالدرجة الأولى على ما تريده أنت.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي